شريف يقال له حيدرة وبه جماعة من الأشراف وهو الآن مشهور على يسار السالك لى المحجر فى طريق مصر مكتوب عليه هذا مشهد السيدة سكينة. ثم دخلها محمد بن على بن عبد الله بن الحسين بن على بن أبى طالب كرم الله وجهه قيل انه توفى بريفها وقيل ذهب الى الديلم. ثم دخلها الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم وهو أبو السيدة نفيسة كان اماما عالما من كبار الاشراف معدودا فى طبقة التابعين ولى المدينة من قبل المنصور وكانت له دعوة مجابة وسمى فى زمنه بسخىّ الاسخياء ومدح بقصائد كثيرة واليه انتهت الرياسة فى زمنه من بنى الحسن ولما ولى المدينة كان بها رجل فقير يقال له ابن أبى ذؤيب فقرّ به الحسن وأحسن اليه فلما كثر ماله وشى به الى المنصور وتكلم فى الحسن بما ليس فيه حتى قال انه يروم الخلافة فأحضره المنصور وسلب نعمته وعن قليل تبين للمنصور كذب ابن أبى ذؤيب فرد مال الحسن اليه وأنعم عليه انعاما بليغا وأرسله الى المدينة فلما قدم إليها أهدى لابن أبى ذؤيب هدية حسنة وأمدة بمال ولم يقل له أنت فعلت ولا صنعت وحكى عنه انه كان يصلى بالأبطح فمرت به امرأة على يدها ولد فجاءت العقاب فاختطفت الولد فتعلقت المرأة بالحسن فدعا لها فأعاد الله لها ولدها بدعائه وكان رضى الله عنه جميلا سخيا قال الطبرى لما مات والد الحسن الأنور أعنى زيدا ترك عليه خمسة آلاف دينار دينا للناس فخلف الحسن انه لا يستظل بسقف حتى يقضى دين أبيه فكان كذلك رضى الله عنه
ذكر مشهد ابنته نفيسة رضى الله عنها وهى السيدة الطاهرة العالية القدر الرئيسة ابنة الامام الحسن الأنور ابن زيد الابلج ابن الامام الحسن السبط ابن الامام على بن أبى طالب رضى الله عنهم قال الزبير بن بكار ولدت نفيسة بمكة ونشأت بالمدينة ولها صحبة بكثير من النساء الصحابيات (١) وكانت تحب العبادة من صغرها وكانت لا تفارق حرم النبى صلىاللهعليهوسلم حجت رضى الله عنها ثلاثين حجة أكثرها ماشية وكانت تبكى بكاء شديدا وتتعلق بأستار الكعبة وتقول الهى وسيدى ومولاى متعنى وفرحنى برضاك عنى فلا تسبب لى سببا به عنك تحجبنى وقالت زينب بنت يحيى المتوّج وهو أخو السيدة نفيسة خدمت عمتى نفيسة أربعين سنة فما رأيتها نامت الليل ولا أفطرت بنهار فقلت لها أما ترفقين بنفسك فقالت كيف أرفق بنفسى وقدّامى عقبات لا يقطعها الا الفائزون وقالت أيضا كانت عمتى نفيسة تحفظ القرآن وتفسيره وكانت تقرأ القرآن وتبكى وتقول الهى وسيدى
__________________
(١) هذا خطأ فانها ولدت سنة ١٤٥ للهجرة