حكى ابن عثمان قال حدثنى من أثق بقوله انه مرض مرضة أشرف منها على الموت قال فرأيت فى منامى كأن قائلا يقول لى توسل الى الله عزوجل عند قبر عبد العزيز فحملت نفسى ودعوت الله عند قبره فكشف الله عنى ما كنت أجده وكانت وفاته سنة أحدى وأربعمائة ومعه فى التربة قبر الشيخ الامام العالم حرملة صاحب التاريخ وليس هو حرملة ابن يحيى صاحب الامام الشافعى ذكره الشيخ أبو اسحاق فى الطبقات وهو من طبقة البويطى صاحب الشافعى قال المسبحى كان حرملة من حذاق الفقهاء والغالب على ظنى أنه حرملة بن يحيى بن سعيد التجيبى صاحب الامام الشافعى فانى لم أجده فى مقبرة بنى تجيب والله أعلم ثم تخرج من التربة وتمشى مستقبل القبلة تجد قبرا عليه لوح رخام قال ابن عثمان هو صاحب القنديل حكى عنه انه كان يرى على قبره قنديل فى الليالى المظلمة وكان شيخنا الادمى يقول هو أبو العباس أحمد بن العباس قال بعض الزوار هو محمد الزرعى والاصح ما قاله شيخنا الادمى ثم تمشى مستقبل القبلة تجد قبر السكرى المعروف بالزفتاوى يقال إنه من أهل الكرم وفعل الخير وقد شهر ذلك عنه وقد حكى عنه الموفق أنه طرح سكر فى زمنه على السكريين فلم يجدوا ثمنه فاخذه على ذمته وأعطى ثمنه وجعله فى المخازن فاتفق أن السكر طلب فباع ما عنده وجمع المال واحضر السكريين ثم قال لهم اعلموا أن هذا المال الذى وزنته فى ثمن السكر اقترضته لكم وها قد فتح الله بهذا المال والربح فقسمه وأخذ رأس ماله وفرق عليهم الربح وقيل انه كان يتصدق فى كل جمعة بطريحة سكر كان يعملها لنفسه وكان يعمل ستة أيام فى الجمعة ويتصدق بيوم منها فاتفق انه جاءت طريحة الصدقة كثيرة فقال الصناع هى كثيرة فقال دعوها وتصدقوا بها وكان على قبره لوح رخام مكتوب عليه ابراهيم بن محمد بن الحسين الزفتارى المعروف بسمسار الخير وهو أحد سماسرة الخير وقبره معروف فى طرف مقبرة الفقاعى
ذكر مقبرة الفقاعى وهى مقبرة قديمة ذكرها الكندى والقضاعى وابن عثمان والقرشى وهادى الراغبين والمصباح قال صاحب المصباح بهذه المقبرة قبر الشيخ الفقيه الامام العالم أبى عبد الله محمد بن جابار الصوفى كان من أكابر العلماء وأجلاء الفقهاء وكان يحضر الحلقة بالجامع ثم يأتى الى الزاوية فلا يراه الناس الى اليوم الثانى وهو شيخ الفقهاء والصوفية وشيخ المجلى فى الفقه وقال المجلى فى تاريخه قال حدثنى أبو الحسن البغدادى قال وردت الى مصر وأنا مع أبى وأنا دون البلوغ فى أيام كافور الاخشيدى وكان أبو بكر المجلى يتولى نفقة كافور ومصالحه وخواص خدمته فانتسجت بينه وبين أبى مودة وكان يأتى الى أبى