وتجاوز عن سيئاتكم قال الرجل فأمسيت ذات ليلة ولم آت الى المقبرة ولم أدع بما كنت أدعو فبينا أنا نائم واذا بخلق كثير قد جاؤنى وسلموا علىّ فقلت من أنتم فقالوا اتك عوّدتنا عند انصرافك بهدية تهديها الينا فقلت وما هى قالوا الدعوات اللاتى كنت تدعو بهنّ عند انصرافك الى أهلك قال فما زلت عليهنّ مادمت حيا
الفصل الخامس
(فيمن دخلها من الصحابة ومن دفن بها منهم)
مما رواه ابن عبد الحكم فى فتوح مصر والمغرب وأبو عمر الواقدى وابن شماسة وابن سعد وغيرهم من أرباب علم التاريخ رضى الله عنهم أجمعين وذلك أن الله تبارك وتعالى قد منّ علينا ويسّر لنا ايضاح جمعهم مما قد نقل من تواريخ السادة العلماء. وقد أجمعوا على أن أوّل من دخلها عمرو (١) بن العاص رضى الله عنه وأن الله سبحانه وتعالى قد جعل فتحها على يديه حكى ابن سعد فى كتاب الطبقات أن عمرو بن العاص بن وائل السهمى أسلم هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وحضر فتوح الشام ثم بعثه عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى مصر ففتحها الله على يديه فى قصة تقدّم ذكرها هو وكعب بن يسار بن ضبة بن ربيعة العبسى شهد فتح مصر وخطته بها معروفة. وروى عنه عثمان بن سعد التجيبى ولما دخل البربر الى مصر نزلوا عليه فسمى سوق البربر وذكر القضاعى وغيره أن أهل مصر كانوا يجتمعون حوله فيصف لهم صفة النبى صلىاللهعليهوسلم ولم يختلفوا فى أنه مات بمصر. وممن دخلها أبو بصره الغفارى سكن مصر واختط بها واسمه حميل وقيل جميل قال أبو عمر أصحه الضم (٢) وحكى ابن يونس فى تاريخه انه دفن بسفح الجبل المقطم وحكى القضاعى فى تاريخه عن حرملة رضى الله عنه انه مع عقبة بن عامر الجهنى فى قبره وقيل انهم ثلاثة فى قبر واحد عقبة وعمرو بن العاص وأبو بصرة الغفارى ولأهل مصر عنه عشرون حديثا. وممن دخلها معاوية بن خديج بن جفنة السكونى وقيل الخولانى وقيل الجهنى والأصح السكونى روى عنه سويد بن قيس وعرفطة بن عمرو مات قبل عبد الله ابن عمرو بن العاص قال ابن وهب غزا افريقية ثلاث مرات وغزا الحبشة فأصيبت عيناه قال ابن شهاب دخلت علينا عائشة رضى الله عنها فسألتنا كيف كان أميركم حين غزا افريقية فقلنا رأيناه بخير فقالت أستغفر الله ان كنت لأبغضه من أنه قتل أخى
__________________
(١) أى ضم الحاء المهملة