قد مات قال أرنيه فلما رآه الطبيب تقدم اليه وجسه وأخذ ابرة ودخل بها بين لحمه وظفره فخرج الدم وتحرك أصبعه فسر الرشيد لذلك سرورا عظيما فقال له الرشيد قد وليتك يا ابن عمى مصر فقام لوقته دخل الى مصر فحكم بها أياما ثم مات قال الضراب وغيره وقبره أول قبر بيض بجبانة مصر وهو معدود من الامراء وهى الطبقة السابعة ومعه فى التربة ولده ابراهيم بن صالح بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب وأيضا بها قبر على ابن ابراهيم وبها جماعة من ذريتهم قال ابن الجباس وكان بمقبرتهم ما يزيد على عشرة ألواح رخام ولم يبق فيها الا رخامة فى أصل البناء مكتوب فيها يحيى المقرى مولى أمير المؤمنين على بن أبى طالب كرم الله وجهه وهذا النسب مكتوب على أكثر قبور الجبانة لانهم كانوا يفتخرون بذلك قال المؤلف وليس هذا التاريخ موجودا الآن وبجوار هذا الحوش تربة لطيفة بها قبرا روى العابدة وبجوارها تربة بها قبر أحمد بن محمد بن يحيى الواثقى وابنته أم محمد لا تعرف لهم وفاة ثم نرجع الى مقبرة الحضارمة وهى مقبرة مباركة قديمة معروفة باجابة الدعاء ذكرهم القضاعى فى تاريخه وأسماء مدافنهم بحضرموت قال المؤلف عفا الله عنه وقد اشترطنا فى كتابنا انا اذا ذكرنا مقبرة من هذه المقابر نذكر جميع من فيها ونذكر أولها وآخرها لان القضاعى ذكر مدافن كثيرة وقد دثر أكثرها وقبورا أكثرها لا تعرف وقببا ومساجد ولا بد من تعيين بعضها فى هذا الكتاب
فمن مدافنه التى ذكرها فى تاريخه الحضارمة ومدافن بنى عبسون قال المولف وهم الطباطبيون ومقبرة الجارودى ومقبرة الصدفيين ومقبرة المادرانيين ومقبرة الخولانيين ومقبرة القضاعيين ومقبرة بنى طعمة ومدافن الفقاعى ومقبرة العامريين ومقبرة المعافريين ومقيرة التجيبيين ومقبرة بنى كندة ومقبرة الكلاعيين ومقبرة الغافقيين وسيأتى الكلام على كل مقبرة فى موضعها والبيان على ذلك فى كل شقة عندها وبالله التوفيق
ذكر مقبرة الحضارمة وأولها كما تقدّم الكلام الخير بن نعيم وانتهاؤها عبد الله بن جذام الحضرمى وقال ابن الجباس آخرها الخير بن نعيم وأوّلها عبد الله بن جذام الحضرمى ذكره ابن الجباس فى طبقة القضاة وقال انه أخذ القضاء عن عياض بن عبد الله الأزدى ولم يزل على القضاء حتى صرف عنه سنة ثمان وتسعين وهو الثالث عشر من القضاة الأربعين ورد بن مجيرة الى القضاء ثم صرف ورد عياض بن عبد الله فلم يزل قاضيا حتى صرف سنة مائة ثم ولى عبد الله بن جذام الحضرمى وهو القاضى الرابع عشر وحكم سنين وكان شديدا فى أحكامه فذكر ذلك أهل مصر وشكوا أمرهم فصرف عنهم فقال الحمد لله الذى خلصنى