بيوت الطلبة بالمدرسة فسمعهم يقرؤن القرآن حتى أتى الى خلوة فنظر من خلال الباب فرأى صاحب الخلوة قد وضع الكتاب من يده وأنشد يقول
تطاول هذا الليل والعين تدمع |
|
وأورثنى حزنا بقلبى يوجع |
فبت أقاسى الليل أرعى نجومه |
|
وبات فؤادى خائفا يتفزع |
اذا غاب عنى كوكب فى مغيبه |
|
تغيب عقلى آخر حين يطلع |
اذا ما تذكرت الذى كان بيننا |
|
وجدت فؤادى بالهوى يتقطع |
وكل محب ذاكر لحبيبه |
|
يرجى لقاه كل يوم ويطمع |
فذا العرش فرّج ما ترى من صبابتى |
|
فأنت الذى ترعى امورى وتسمع |
فلما أصبح الخبوشانى قال للفقيه ما الذى كنت تقول الليلة فقال كنت أقرأ العلم فقال حدثنى حديثك فقد سمعت انشادك فقال يا سيدى كانت لى ابنة عم بانت عنى بالطلاق فوجدت عليها وجدا عظيما وسألت أباها أن يردّها لى فأبى وحلف أن لا يردّها لى حتى يأتيه الخبوشانى ماشيا وأنا أستحى أن أذكر ذلك لك يا سيدى قال فضحك الخبوشانى فبينما هما كذلك اذ أقبل صلاح الدين ودخل على الشيخ نجم الدين فرآه ضاحكا فسأله فأخبره بقضية الرجل فأمر له بثلثمائة دينار ثم ذهب الشيخ معه ماشيا الى منزل أبيها فخرج وقبل يده وقال له يا سيدى انه فقير فأخرج له المال فقال له ردّها له وأو لم قال فردّها له وأو لم وكان الخبوشانى عابدا زاهدا عدّه القرشى فى طبقة الطوسى ومع الامام الشافعى فى القبة قبر الملك العزيز والملكة شمسة أم الملك العزيز وعند الخروج من هذا المشهد بين البابين بالمدرسة الصابونية قبر القاضى ابن القاضى لسبعة أجداد معدود فى طبقة القضاة والقراء والصوفية وأما الجهة البحرية من مشهد الامام الشافعى عند الدرب الجديد تدخل منه الى المقبرة الملاصقة لشباك الامام الشافعى فيها جماعة من القراء والصلحاء أجلهم الشيخ وحشى كان من كبار الصلحاء وهى تربة لطيفة بهذا الحوش وقال بعضهم ان بهذه المقبرة قبر الشيخ أبى اسحاق ابراهيم بن المروزى ذكره القضاعى فى تاريخه وقال هو مع الشافعى فى حجرته قلت وهو الآن لا يعرف الا مع صاحب الرمانة
ذكر تربة السنجارى هى التربة العظمى الحسنة البناء المقابلة للجامع بها جماعة من العلماء والقضاة وآخر ما ذكره القرشى منهم القاضى أبو المحاسن السنجارى وقد سلف ذكرهم مع القضاة والى جانبهم تربة بها قبر المواز وذكر القرشى فى الخطة قبر الفقيه ابن الحسين كان من أجلاء العلماء وأكابر السادة والأصح انه لا يعرف له قبر الآن وفى طبقته الفقيه