لا أعذبك امضوا به الى الجنة فقد غفرت له قال المؤلف وله أقارب بالقرافة فى ثلاثة مواضع وقد ذكرت منها موضعين والثالث سيأتى ان شاء الله تعالى وبالمقبرة قبر الشيخ الامام العالم أبى حفص عمر بن اللهيب معدود من أكابر الفقهاء والعلماء قال بعض العلماء سمعته يقول من استولت عليه الشقاوة سلبت من يده طرق الخيرات ومن كثر رياؤه قل حياؤه وبها أيضا قبر ولده رشيد الدين بن أبى حفص عمر بن اللهيب وبها أيضا قبر الشيخ الفقيه الامام تاج الدين أبى العباس أحمد بن يحيى بن أبى العباس أحمد بن عمر بن جعفر بن اللهيب كان من العلماء الاجلاء الاكابر الأخيار وكان كثير البكاء قال بعض الفقهاء رأيته فى النوم بعد وفاته فقلت له ما نفعك ذلك البكاء فقال أطفأ النار وأرضى الجبار وأدخلنى دار القرار وهو القبر الرابع من أبى العباس وبها قبر أبى العباس الاكبر وأبى العباس الاصغر وأبى جعفر الاكبر وأبى جعفر الاصغر وبها أيضا قبر الفقيه عبد العزيز ابن محمد بن عمر بن جعفر بن اللهيب مات سنة أربعين وخمسمائة وكان من أكابر العلماء وله شعر حسن منه
تفقه فان الفقه خير مصاحب |
|
ولا خير فى فقه يكون بلا عمل |
ولا تصحب الجهال واحذر طباعهم |
|
وإياك أن تلهو بأوصاف من جهل |
وبالتربة أيضا قبر الشيخ الامام العالم العلامة المحقق أبى محمد عبد الباقى بن اللهيب
ذكر من بها من غير بنى اللهيب فبها قبر الشيخ الامام العالم العلامة عبد الحميد المعروف بالقرافى ذكره الموفق فى تاريخه كان رجلا فاضلا زاهدا مشهورا بذلك وكانوا يتحدثون فى مجلسه ويقولون خلع الخليفة على فلان وأعطى فلانا فيقول يذهب الناس بالزيادة والنقص وعبد الحميد عبد الحميد وكان الخليفة قد خرج الى بركة الحبش فى أيام الربيع وضرب خيمة وأحضر جميع المغانى وأهل الطرب وأمر العساكر أن ينزلوا حوله وأقام مدّة يشرب ويلهو وخرج أهل الغناء من مصر والقاهرة من الرجال والنساء وكثر الفساد فركب بعض حجابه وقصد جهة القرافة الصغرى فاذا عبد الحميد فى تربة ومعه خمسة نفر وهو يقول لهم لا تعجلوا اتركوه ولا تدعوا عليه دعوة يأخذه الله بها أخذ القرى وهى ظالمة فعلم الحاجب أنهم يعنون الخليفة فعاد وأخبره وقص عليه القصة فقال له ارجع اليه وادفع له هذه المائة دينار وقل له الخليفة يسلم عليك وهذه مائة دينار انفقها عليك وهو يسألك الدعاء فجاء بها الحاجب اليه فلما رآه عبد الحميد قال له قبل أن يصل اليه خذها وارجع الى سيدك فقال يا سيدى ادع له فقال تاب الله عليه حتى لا يعصيه فقال يا سيدى انه يسألك