يا مبغضى لا تأت قبر محمد |
|
فالبيت بيتى والمكان مكانى |
وهى قصيدة طويلة وكان ذلك فى أيام أمير الجيوش فلما أعلموه بذلك أمر بحمله من مصر مسحوبا على وجهه فقال له بعض جلسائه هذا رجل ضرير ضعيف القوى لا يستطيع النهضة مع كبر سنه فقال يحمل الى الجيزة ولا يسكن مصر فحمل اليها واتفق فى بعض أيام ان أمير الجيوش ركب الى الجيزة فدخل مسجدا فيه موسى الاندلسى فوجده جالسا فى محرابه فصلى ركعتين ثم التفت اليه وسأله عن حاله فأخبره بقصته فقال له تقرأ شيأ من القرآن قال نعم فقال اقرأ فقرأ فعجب من حسن قراءته وبكى بكاء شديدا وقال له أنشدنى القصيدة التى أخرجت من مصر لاجلها فأنشده اياها فأمره بتكرارها فأعادها فقال له يا شيخ لا تدع على السلطان فانه لم يعلم بحقيقة قصتك وأنا أحد غلمانه ولا بد من ذكرك له فطيب قلبك واشرح صدرك ولا تدع عليه ثم خرج من عنده فقالوا له أتعرف من كان عندك قال لا فأخبروه بالامير فاياك أن تكون قد تكلمت معه بشئ يؤذيك فقال لا والله وبقى متخوّفا فلما وصل أمير الجيوش الى مصر أمر واليها أن يمضى اليه ويحمله الى موضعه فردّه الى مكانه رضى الله عنه ومعه جماعة من الاولياء واذا خرجت من ذى النون المصرى قاصدا الى تربة شقران تجد قبل وصولك اليها قبور الصوفية وقبر الرجل الصالح المعروف بالبزار وقبر الرجل الصالح ذى العقلين
ذكر التربة المعروفة بشقران بها قبر الشيخ الصالح العابد الزاهد شقران بن عبد الله المغربى ذكره القضاعى فى تاريخه وصاحب المزارات المصرية وحكى عنه الموفق قال خادم شقران دعانى ليلة فقال أريد أن أغتسل فلم أجد ماء فلحظ السماء بطرفه وقال اللهم انى قد عجزت عن الماء وانقطع رجائى من غيرك فاعطف علىّ فقد قلت حيلتى فقمت وقد سمعت وقع الماء فى الاناء فمسست الماء فوجدته باردا فحرك شفتيه فسخن الماء ثم جاء الى المغتسل وكانت ليلة باردة مظلمة فقال لو كان معنا مصباح كان أمكن لنا فى الطهر فرأيت مصباحا قد أضاء له فاغتسل ولما بلغ ذا النون خبر شقران بالمغرب ارتحل اليه فلما وصل الى بلده سأل عنه فقيل له الساعة قد دخل الى خلوته ولا يخرج من بيته الا للجمعة ولا يكلم أحدا الا بعد أربعين يوما فجلس عند بابه أربعين يوما فلما خرج قال له ما الذى أقدمك بلادنا فقال طلبك فوضع فى يده رقعة قدر الدينار مكتوبا فيها يا دائم الثبات يا مخرج النبات يا سامع الاصوات يا مجيب الدعوات قال ذو النون والله لقد كانت غبطتى فى سفرى ما سألت الله تعالى بها حاجة الا قضيت حاجتى