رأيت حتى تغير لونك فقلت لها لا تسألينى فقالت بالله عليك الا خبرتنى فقلت رأيت كيت وكيت فقالت خير خير انه كان يقول اللهم وسع على قبرى واجعلنى ممن تتولاه الملائكة وكان فقيها عالما اماما مكث خمس عشرة سنة لا يمر فى سوق ولا رأى امرأة قط الاغض بصره وأنشد عند موته
وقفت على الاحبة حين صفت |
|
قبورهم كأفراس الرهان |
فلما ان بكيت وفاض دمعى |
|
رأت عيناى بينهم مكانى |
ولما دخلوا عليه فى اليوم الثالث من مرضه سمعوه يقول
قد أناخت بك روحى |
|
فاجعل العفو قراها |
هى ترجوك وتخشا |
|
ك فلا تقطع رجاها |
ثم قال اذا أنا مت فاجعلوا خاتمى فى أصبعى فلما مات نسوا ذلك فلما غسلوه وأراد الغاسل أن يدرجه فى الكفن رفع أصبعه فقال الغاسل لاهله مالى أرى الشيخ يرفع اصبعه فقالوا لا ندرى فذكر بعضهم ما قال الشيخ فقال انه أوصى أن يجعل خاتمه فى أصبعه فجعلوه فى أصبعه فاستقرؤه فاذا مكتوب عليه عبد مذنب ورب غفور وكان مكتوبا على قبره سطرين فى أصل العمود بالمداد
ولما أتينا قبره لنزوره |
|
عرفناه لما فاح طيب ترابه |
سقى الله من ماء الجنان ترابه |
|
ونجى به من زاره من عقابه |
ذكر التربة المعروفة ببنى اللهيب ومن بها من غيرهم من الفقهاء والعلماء والمحدثين ومن حولها من العلماء نذكر كل واحد منهم باسمه ومناقبه وتعيين قبره الباقى الآن وتعيين من دثر بها والدلالة على تبيين تربتهم على الاصح وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل حكى عن الشيخ على الجباس والد الشيخ شرف الدين صاحب التاريخ أنه جاء فى ليلة جمعة الى هذه المقبرة يزورها وكان يقرأ فى سورة هود الى أن وقف على قوله تعالى (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) فسمع قائلا يقول له يا ابن الجباس تأدب ما فينا شقى بل كلنا سعداء وحكى بعض العلماء قال دخلت الى مقبرة بنى اللهيب فاذا رجل يبكى وهو يقول مات الناس فقلت له مالك يا أخى والناس فقال أحدثك عن صاحب هذا القبر قلت وما تحدثنى عنه قال كنت زياتا ولى مال قد ذهب ولم يبق معى شئ فجئت الى أهلى فودعتهم وخرجت فلم أزل أمشى حتى أتيت الجبانة فززت مقابر الصالحين وجئت الى مقبرتهم الشريفة فقرأت عندها شيأ من القرآن وأتيت الى قبر الامام الشافعى فبكيت عنده ثم خرجت