أريد مصر فاذا رجل قد أدركنى على دابة وقال لى ما بك رأيتك تبكى عند قبر الامام الشافعى فقلت له لا تسألنى عن حالى فقال سألتك بالله الا ما أخبرتنى خبرك فقصصت له القصة فقال هل لك أن تكون الليلة ضيفى فقلت نعم فأتى بى الى منزله وأحسن الى احسانا بليغا فعلمت ان هذا ببركة بنى اللهيب والمكان معروف باجابة الدعاء وعليه هيبة وجلالة فأجل من بهذه التربة الفقيه الامام العالم العلامة أبو الحسن على بن ابراهيم بن مسلم الانصارى عرف بابن بنت أبى سعد وقد استخرت الله تعالى فى تقديمه على بنى اللهيب لاجل نسبه وعظم شأنه ذكره الموفق فى تاريخه وعدّه ابن الجباس فى طبقة الفقهاء وكان حسن الفتوى وكان قد انقطع فى بيته وآلى على نفسه أنه لا يفتى ولا يؤم وكان فى أوّل عمره بزازا وكان سبب انقطاعه انه كان الى جانب حانوته بزاز آخر فجلس هو واياه يتحادثان فى البيع والشراء فسألا الله أن يبغضهما فى البيع والشراء فلما كان تلك الليلة رأى أبو الحسن فى النوم كأنه قد صلى الصبح فى منزله وكان قد فرغ من صلاته وأخذ مفاتيح حانوته ومضى فلما أتى باب القيسارية وجد نصرانيا على باب القيسارية ومعه عود وكل من دخل من باب القيسارية جعل عليه نقطة سوداء فاستيقظ وهو مرعوب فبعث خلف أخيه فقص عليه الرؤيا وقال يا أخى هذه تبعات الناس ثم انقطع فى بيته وقرأ العلم ولم يخرج منه حتى مات وكانت وفاته يوم الثلاثاء النصف من رجب سنة أربع وستين وخمسمائة وكان الثعبان يشرب من يده وكان اذا رقى مريضا عوفى ولما مات ووضع على المغتسل سمع من يقول وهو يغسل هنيئا لك يا من قدم على الله بقلب خاشع وبصر دامع وكانت زوجته تقول لقد كنت أسمعه يقول الهى كل ذنب تعاظم فهو فى جنب عفوك يسير وحكى عنه انه كان بالقرب من داره نصرانى فقيل للشيخ عنه انه كثير الصدقة فلما مرض واحتضر أخبر الشيخ بذلك فكتب الشيخ رقعة فيها لا اله الا الله محمد رسول الله ثم أرسلها اليه مع رجل من أصحابه فلما رآها النصرانى قال لاهله ما هذه قالوا هذه بعثها اليك الفقيه أبو الحسن فقال لهم أخرجونى عنكم فقالوا لماذا فقال لانى أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا للرجل ما الذى أوريته عنه قال ان هذه الرقعة ما رآها أحد من أهل بيته الا قال أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم قال الرجل الذى أسلم اجعلوها معى فى الكفن فجعلوها معه فلما دفن رآه بعض أهله تلك الليلة فقال له ما فعل الله بك قال قدمت على ربى فقال لى بم جئتنى قلت بما فى هذه الرقعة فقال هذا خط من أقسم علىّ أن