فسمع قائلا يقول الخير فى الناس كثير والشرّ فيهم أكثر وكان كثير الزهد قال مررت على بقال فذقت من بقله عودا فتذكرت ذلك بعد عام فجئت وأعطيته درهما وقلت له حاللنى فقال من أى شئ فقلت من عود بقل أخذته من هاهنا فقال يا بنى ان البقل الذى تراه صدقة وأنا أزرعه للفقراء فخذ درهمك واذهب فقلت لا آخذه فقال وأنا لا آخذه فتصدّقنا به والى جانبهم تربة الفقهاء بنى نصر وهى أشهر من هذه التربة بها الشيخ الامام العالم الأوحد طاهر بن هلال الانصارى جدّ بنى نصر كان بعض مشايخ الزيارة يقول انه بالقرافة الكبرى والاصح أنه بهذه التربة قال القرشى فى تاريخه وقبره بتربتهم ويعرف عند المصريين بالفقيه نصر وبالتربة جماعة من ذريته ويلى هذه التربة من جهة الشرق حوش كبير مستجد البناء به الشيخ الامام عبد الغفار بن نوح ومعه فى الحوش الشريف عبد العزيز المنوفى ثم تأتى الى تربة بنى السكرى تجد قبل وصولك اليها حوشا قصير البناء والمحاريب عالية به الفقهاء أولاد ابن رجاء الله منهم الشيخ الامام العالم العلامة جلال الدين همام الشافعى امام جامع الصالح مات رابع عشر ربيع الاول سنة ثلاث وستمائة أفتى فى زمنه وأمّ بالجامع المذكور وسمع الحديث وله المصنفات وكان من العلماء الأجلاء المشهورين بالدين والعلم والصلاح والى جانبه قبر ولده الفقيه الامام العالم الورع الزاهد العدل المحدّث نور الدين على الشافعى امام الجامع المذكور بعد أبيه كان كثير التودّد للاخوان والمشى لطاعة الله مات سنة تسع وسبعين وستمائة ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء قال المؤلف وهذا الحوش قبلى تربة بنى السكرى بينهما قدر ثلاثين خطوة
ذكر التربة المعروفة ببنى السكرى ومن بها من الفقهاء والعلماء ومن حولها من الصالحين والاولياء فبهذه التربة قبر الفقيه الامام عماد الدين أبى القاسم عبد الرحمن ابن الشيخ عفيف الدين أبى محمد عبد الغنى بن على الشافعى المعروف بابن السكرى وقد سلف ذكره ومناقبه مع القضاة ومعه فى التربة الشيخ شرف الدين محمد ولده مات سنة تسع وثلاثين وستمائة كان من الفقهاء الأعيان جميل الوجه حسن الصحبة والمناظرة فى مذهب الامام الشافعى قال بعض الفقهاء ذاكرته فيما يزيد على عشرين علما فرأيته كأنه حسام وقال لى يوما جالس العلماء بالادب وجالس الزهاد بالصبر واصحب المتقين بالورع وقد دعا له القرشى فى يوم عشرين دعوة وآخر ما دعا له انه قال له اللهم اجعل ذريتك علماء بررة واجعل على وجوههم نور العلم وقال أبو الحسن المحدّث حدّثنى محمد بن عبد الرحمن قال تسمع حديث الرجل الذى جاء الى عمر وزوجته فأنشدت المرأة تقول