الهى خليلى عن فراشى مسجده |
|
نهاره وليله لا يرقده |
فلما وصل الى آخر الحديث بكى حتى رأيناه قد بل لحيته ثم قال ليت شعرى بمن يلحق القوم وكان رضى الله عنه من الفقهاء الأخيار وبالتربة الفقيه الامام نجم الدين عبد العظيم ابن محمد مات سنة أربعين وستمائة وكان من الأخيار له صدقات ومعروف وصلة وبهذه التربة الفقيه الامام فخر الدين الخطيب معدود من الخطباء ومن وراء حائطها القبلى قبر الفقيه أبى العباس أحمد المعروف بالاهناسى المتعبد بمنازل العز والعاقد بمصر ولا عاقد بها يومئذ غيره وكان من أكابر الفقهاء صحب ابن السكرى وكان يحبه وانتفع عليه جماعة من الفقهاء الاعيان وكان سريع الدمعة يحفظ الفقه والعربية قال يوما لعماد الدين ابن السكرى انى أودّ لو أراك ولقد أغض ناظرى عنك انا أبصرتك فأنا كما قيل
انى لأحسد ناظرىّ عليكا |
|
حتى أغض اذا نظرت اليكا |
وأراك تخطر فى شمائلك التى |
|
هى قتلتى فأغار منك عليكا |
والى جانبه قبر الفقيه ابن ريان المشهور بالعلم والفقه كثير العلوم قرأ عليه أعيان الناس وكان يكتب فى فتواه الله المنان كتبه ابن ريان وقال بعض الفقهاء سألته عن ذلك فقال كنت بعد حلمى كثير النسيان فدخلت الى حلقة بعض الفقهاء فجعلونى فى طرف الحلقة لنسيانى وعدم فهمى فحصل لى من ذلك همّ عظيم وقلت اللهم لا تحرمنى العلم فاستجاب منى مات رضى الله عنه وولده ولهما قبران ظاهران يعلوهما البناء وبالحومة قبر الفقيه أبى الطاهر محمد بن طاهر العقيلى قبره تحت حائط تربة بنى السكرى مات سنة ثلاث وعشرين وستمائة كان من الاخيار قيل انه كان يتكلم فى الاصلين قيل له لم لا تفتى فقال أخاف أن أضل فأدخل النار والى جانبه قبر الفقيه أبى عبد الله محمد بن الفضل العقيلى مات سنة تسع وعشرين وستمائة وأقام ثلاثين سنة لا تفوته صلاة الفجر فى جامع مصر وقال المؤلف وهذان القبران تحت حائط بنى السكرى وتحت حائط بنى السكرى قبر الشيخ عثمان الكحال وفى الجهة الشرقية قبر الشيخ الامام أبى اسحاق ابراهيم المعروف بالقرافى الخطيب صاحب الكلام البديع فى الخطب وكان جهورى الصوت وفاق على أهل عصره بما ألفه من الخطب وقيل ان الجان كانت تحضر خطبته قال محمد بن محمد القرشى خرجت من قليوب فى السحر أريد مصر فاذا أنا بقوم يصلون فى الطريق فسمعت قراءة حسنة فقلت أصلى معهم فلما فرغوا من صلاتهم تحدّثوا معى فرأيتهم كالريح فشعرت انهم من أهل الخطوة فقلت لهم هل لكم أن أنطلق بكم الى منزلى فقالوا لا سبيل الى ذلك