كانت وفاة ابن جابار سنة اثنتين وستين وثلثمائة والى جانب قبره قبر الشيخ أبى القاسم ابن الحسن الناسخ المعروف بالحنفى توفى سنة أربع عشرة وثلثمائة ذكره القرشى والى جانب قبره قبر الشيخ الفقيه الامام العالم شيخ المؤرخين أبى عمر الكندى ومقبرة بنى كندة بالنقعة ولم يخرج عن المقبرة غيره والى جانبه من الجهة الغربية عند رأس ابن جابار الشيخ أبو عبد الله محمد التكرورى المالكى صحب ابن جابار وكان يتكلم فى أصول الفقه على المذهبين مالك والشافعى وقيل هو التكرورى المشار اليه ببولاق وقيل بل هو شيخه وكان فقيها فصيحا وناظر فى علوم كثيرة وكان يقول أبداننا زرع مآلها للحصاد وكان أمير مصر يسعى اليه ويسأله الدعاء وكانت قد أصيبت عينه فسأل الله أن يردها اليه فعادت اليه كما كانت وأرسل اليه كافور مائة دينار فأظهر لرسوله الجنون فعاد الى كافور وقال له أرسلتنى الى رجل مجنون فقال كافور ليس هو مجنونا انما هو يقوم الليل ويصوم النهار ثم أخذ الرجل فى الليل وطاف به على جماعة من الصالحين ثم أتوا ابن جابار وطلبوا التكرورى فلم يجدوه فخرجنا فاذا رجل يصلى فنظر اليه فاذا هو التكرورى فتبعناه حتى أتى الى درب فوجده مغلقا فقال ما هذه عادتى منك تغلق فى وجهى فاذا الباب انفتح فخرج وخرجنا خلفه حتى أتوا الى المقبرة ثم قام يصلى ثم انصرف فاذا وحش قد جاء وتمرغ فى موضع صلاته وأما الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف التكرورى الذى ببولاق فكان إماما عالما وقد أفرد له ابن النحوى جزأ فى مناقبه حكى عنه ان امرأة خرجت بولدها الى البحر فجاءت السودان فأخذوه ولججوا فى البحر فتعلقت به المرأة وهو خارج من معبده وأخبرته ان السودان أخذوا ولدها وانهم فى تلك السفينة التى نشرت شراعها فقصد الشيخ البحر ثم قال يا ريح اسكن فسكن ثم نادى يا أصحاب السفينة ردوا الصبى لأمه فأبوا فقال يا سفينة قفى فوقفت ثم مشى على الماء الى أن وصل اليهم فلما رأوا ذلك بكوا وتابوا وناولوه الصبى فأخذه ورجع ماشيا الى البر ودفع الصبى لامه قال ابن النحوى وكان رجلا صالحا دباغا فجاء اليه عفص فبعث الخليفة وأخذه فدخل عليه خادمه وقال قد أخذوا العفص يا سيدى فهل تأذن لى أن أذهب الى القائد فآخذه فقال اجلس فانهم يردونه عليك فلما أخذوه وجدوه حجارة فعلم انها دعوة الشيخ فردوه اليه فاذا هو عفص وقيل له لم لا تسكن المدينة فقال انى أشم رائحة كريهة وسيأتى ذكره فى كتاب غير هذا. قبر الشيخ الامام العالم الزاهد المعروف بابن الفقاعى وهو أبو الحسن كان رحمهالله من كبار المشايخ بمصر صحب الشيخ أبا الحسن الدينورى وغيره وكان يقول والله ما أدبنى أبواى حتى احتجت الى تأديبهما وانما