أنا مؤدب من الله تعالى وقال رحمهالله قال لى ذات يوم الشيخ أبو الحسن الدينورى امض معى الى الحمام فقلت حتى أستأذن رالدتى فمضيت اليها استأذنها فقالت امض مع الشيخ وقم فى خدمته فدخلت معه الحمام فلم أزل قائما فقال لى اجلس فقلت ان أمى لم تأمرنى بالجلوس فما جلست حتى خرج من الحمام وقال رأيت ليلة من الليالى كان القبور مفتحة ورجل موكل بها فقلت له كيف حال هؤلاء فى قبورهم فقال نادمين أيديهم على خدودهم وجعل يده تحت خده وقال أيضا كنا بكهف السودان عشية عرفة وقد اجتمعنا للدعاء وطابت النفوس وخشعت القلوب واذا بشاب حسن الثياب والوجه على فرس حسن فجعل يلعب تحت المكان فلما رآه الجماعة شغلوا به عن الدعاء والذكر والخشوع فقلت لأصحابنا انى أخاف أن يكون هذا ابليس قد جاءكم يقطعكم عن الله تعالى فو الله ما استتممت كلامى حتى غاص فى الارض هو والدابة وروى عنه أيضا ان بعض أصحابه أصابه وجع فى ركبتيه فجاء اليه وقال يا شيخ أسألك الدعاء لى فى ذلك فقال له امض الى الجبل المقطم فانك تجد اثنى عشر رجلا من الصالحين فاسأل أحدهم الدعاء فانه يدعو لك قال فمضيت الى الجبل فرأيت رجلا قائما يصلى فجلست حتى فرغ فسلمت عليه وشكوت اليه ما أجد من الوجع وسألته الدعاء فوضع يده على ركبتى فوجدت العافية من ساعتى ثم قال من ذلك علىّ فقلت الشيخ أبو الحسن الفقاعى فقال لى اذا وصلت اليه سلم عليه وقل له أنت باق على شهوتك فجئت اليه وأخبرته بذلك فبكى بكاء شديدا وقال والله لو علمت أنه يقول لك ذلك ما دللتك عليه فقلت له يا سيدى عرفنى ما السبب فقال قم الى حالك فقلت والله ما أقوم حتى تعرفنى فقال لى هؤلاء كانوا اثنى عشر يعبدون الله فى ذلك المكان كانوا كل ليلة تنزل لكل واحد منهم مائدة عليها اثنا عشر رغيفا وحوتا من سمك فجلست معهم حتى جاءت نوبتى فقالوا لى قم فقمت ودعوت الله تعالى وقلت إلهى لا تفضحنى بين هؤلاء القوم فلم أشعر الا وقد وضع بين يدى مائدة وعليها ثلاثة عشر رغيفا وحوت سمك فقلت فى نفسى لو كان معها قليل من الملح تذهب به حلاوة السمك واذا بالملح قد وضع على المائدة فجئت بالمائدة اليهم ووضعتها بين أيديهم فنظر بعضهم الى بعض وقالوا لى من أين هذا الملح فقلت أنا سببه فقالوا هل اشتهيته أم جاء بلا شهوة فقلت لهم وأنا كالفرحان أنا اشتهيته فقالوا نحن فى هذا المكان لا نشتهى شهوة وأنت لتعرض وتشتهى فلا يصحبنا صاحب شهوة فتركتهم ومضيت وها أنا أبكى على نفسى مما وقع منى وله سياحات وعبادات هكذا عند الموفق فى تاريخه وحكى صاحب المصباح قال العبيد لى