واقتسموه فى المكاحل ونحوها وكان كل من رمد يكتحل منه فيشفى ولما حمل على النعش جاءت الطيور ترفرف على نعشه فلم تزل كذلك حتى دفن والناس ينظرون ذلك وكان مكتوب على عصاه
قد أضحت الدنيا لنا عبرة |
|
والحمد لله على ذلكا |
اجتمع الناس على ذمها |
|
ولم أجد منهم لها تاركا |
وتوفى سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وعند رأسه قبر الشيخ الصالح عبد الغنى بن عبد الله الغاسل ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وفى طبقة أرباب الاسباب قال ابن عثمان ومعه فى الحومة قبر الشيخ منصور الزيات يعد فى طبقة أرباب الاسباب وهى الطبقة العاشرة ومعهم فى الحومة قبر عبد السلام السكرى ذكره ابن الجباس وقد ذكر القرشى فى الحومة عبد السلام بن معلى الشافعى ولا أعلم هل أشار الى هذا أم لا وفى الحومة قبر الملاح وفى الجهة الشرقية جماعة من الملاحين بحرى تربة الورادى
ذكر التربة المعروفة بأبى الطيب خروف هو الشيخ الزاهد الامام العالم أبو الطيب خروف ذكره ابن الجباس فى طبقة الفقهاء قال ابن عثمان فى مرشد الزوار سمى بأبى الطيب لطيب أعماله وان السبب فى ان ليس معه فى التربة أحد ولا يدفن عنده غيره أنه سأل الله تعالى فى ذلك فاستجاب له وقيل ان قوما سمعوا هذا الخبر عنه فقالوا هذا هذيان فدفنوا عنده ميتا فأصبحوا فوجدوه ملقى على وجه الارض فامتنع الناس من الدفن عنده من ذلك اليوم وكراماته مشهورة والحومة حومة مباركة يستجاب فيها الدعاء قيل انه من وقف فى تلك البقعة وجعل أبا الطيب عن يمينه والقاضى أبا زرارة عن يساره ومقبرة بنى اللهيب أمامه وأبا القاسم الاقطع خلف ظهره ودعا الله تعالى قضى الله حاجته وعند باب تربته جماعة من الاولياء رضى الله عنهم أجمعين
ذكر الجهة الشرقية من تربة أبى الطيب خروف فأجل من بها الشيخ الامام العالم أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عطا النحوى المعروف باليحمودى شيخ التصوف ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وعدّه من المحدثين روى عن بعض مشايخه بسنده الى ابن عمر قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأتى على الناس زمان لو سمعت باسم رجل خير لك من أن تلقاه ولو لقيته خير لك من أن تجربه ولو جربته لا بغضته وبصقت عليه وبسنده عن الحافظ اسماعيل انه قال الصديق فى هذا الوقت اذا حضرت أكرم ومدح واذا غبت عاب وقدح ظاهره موافق وباطنه منافق وكان اليحمودى من كبار مشايخ وقته وقبره