وثلاثين وثلثمائة قال صاحب المصباح وقبل الدخول الى صاحب الحنفا تجد قبر أبى نصر البغدادى الخطيب والى جانبه قبر محمد بن الحسين البغدادى وصاحب الحنفا هذا دخل الى مصر بسبعين ألف دينار فتصدّق بها كلها لله وقال القرشى هو محمد بن أحمد بن الحسين بن ابراهيم البغدادى ووافق عليه ابن عثمان وهو الاصح وهو المشهور بصاحب الحنفا وكانت الحنفا امرأة صالحة مجابة الدعوة وقيل انها صاحبة الحكاية المقدّم ذكرها مع أبى بكر بن محمد المالكى وكان أبو يحيى هذا قد حج فعطش الناس ولم يجدوا ماء فى الطريق فأجمعوا رأيهم على رجل فى الركب معهم يستسقى لهم فأتوه وقالوا أنت أكثر منا علما وعملا وورعا فاستسق لنا فخزن وقال فى نفسه ما أنا بهذه المكانة واذا بامرأة تقول له استسق لهم وعلىّ الضمان بأن يسقوا فبسط يده ودعا فجاءت السماء بالمطر فكانت تصيب الآنية ولا تصيب الرجال فملؤا أسقيتهم قال ابن عطايا قبح الله من نسب محمد بن أحمد الى صحبة امرأة وهو جليل فى العلماء وفى هذه التربة والده الامام احمد أبو الحسن البغدادى كان من أكابر العلماء والصلحاء من الورعين الزهاد رحمة الله عليه وبالتربة قبر عبد الله المعروف بالكومى وقبره على يسارك وأنت داخل من الباب البحرى وعلى اليمين قبر المرأة الصالحة المعروفة بالحنفا صاحبة الحكايتين المتقدم ذكرهما واسمها أم الحسن وقيل أم الخير حكى عنها صاحب المصباح انها كانت من العابدات وكانت تتعبد بالجبل المقطم وتصلى بالليل والحرس حولها وبالتربة قبر فاطمة خادمة ممشاد الدينورى وبالتربة جماعة من العراقيين حكى ابن الجباس فى تاريخه انه قال أخبرنى جماعة عن والدى الشيخ على انه كان يأتى الى هذه التربة فيدخل فيزور صاحب الحنفا فرآهم فى المنام فقالوا له يا شيخ على تدخل تزور صاحب الحنفا ولا تزورنا سوف تعلم غدا يوم القيامة من المقدّم فينا فقال لهم من أنتم قالوا نحن العراقيون وقبورهم عند الباب الغربى الى جانب القبلة ويجاورهم تربة الشيخ صبيح
ذكر الحوش المعروف بالشيخ صبيح به جماعة من العلماء منهم الشيخ العالم مسعود النوبى شيخ الشيخ صبيح كان من كبار الصلحاء وله كرامات مشهورة وأخبار مأثورة ومعه فى التربة الشيخ أبو بكر ابن الشيخ صبيح وجماعة من ذريته والى جانبهم حوش الشيخ عبد الجبار هو الفقيه الجليل القدر العابد الزاهد عبد الجبار المعروف بابن الفراش من أكابر القوم كان ابن طغج يأتى الى زيارته ماشيا وجوسقه قريب من قبره وكان صائم الدهر ويشم عند قبره رائحة طيبة حكى عنه انه بعث يشفع فى رجل