قالت انما هو ولى سبح على يديك الله فعجبت من ذلك ورزدانة هذه من دينور أيضا لأن مولد الشيخ بدينور باجماع علماء التاريخ ومجاور قبرهما قبر خادمهما يحيى بن الموله وقبره داثر ومجاوره قبر الحلاوى والغفارى حكى صاحب المصباح فى تاريخه انه رأى النبى صلىاللهعليهوسلم عند قبريهما يزورهما ورأى هذه الرؤيا شمس الدين المقرى المتقن المحتسب المعروف بابن أبى رقيبة وكانت هذه الرؤيا فى شهر رجب سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة ومقابله على سكة الطريق قبر أم أحمد القابلة كانت من فاعلات الخير قيل انها كانت تقبل لله ولا تأخذ على ذلك أجرة وقيل انها كانت تتكفل بجميع ما تحتاجه النفساء الى مدة انقضاء النفاس لله تعالى وكانت اقامتها بالجبل المقطم حكى عنها ولدها قال دعتنى ذات ليلة والدتى وكانت تلك الليلة شانية باردة ماطرة مظلمة فقالت لى اضئ المصباح فقلت لها ما عندنا زيت فقالت اسكب الماء فيه وسم واضئ الفتيلة قال ففعلت ذلك فاضاء المصباح فقلت لها يا أماه الماء يقد قالت لا ولكن من أطاع الله اطاعه كل شئ وبالحومة قبر الشيخ ابراهيم العسقلانى والى جانبه قبر عبد الواحد الحلاوى وهما بالقرب من أبى على الكاتب ثم تمشى فى الطريق المسلوك وانت مستقبل القبلة الى أن تأتى الى تربة عبد الصمد البغدادى بها جماعة من العلماء بهذه التربة قبر الفقيه الامام العالم الزاهد أبى بكر محمد المعروف بابن العربى السبتى المالكى قيل انه من السبعة الابدال وهو شيخ الشيخ عبد الصمد البغدادى حكى عنه القرشى فى تاريخه انه مرّ على امرأة مقعدة فقالت له عسى شئ لله فقال لها ما معى شئ من الدنيا ولكن هاتى يدك فناولته يدها فقال قومى باذن الله فقامت معه ومشت باذن الله تعالى قال ابن الجباس من أعجب ما رأيته فى تاريخ ابن عثمان يذكر عن صاحب هذا القبر أنه من جعله خلف ظهره وسلم على النبى صلىاللهعليهوسلم رد عليهالسلام (وقوله جعله خلف ظهره) هذا شرط فى زيارة هذا القبر أى يستقبل الجبل ويسلم ونحن نزوره الآن على هذا الشرط وكان هذا الامام أبو بكر فقيها عالما ورعا كثير التواضع والحياء قيل انه كان اذا دخل الحمام غمض عينيه فلا يفتحهما حتى يخرج منه وكان يقول المؤمن لا تمسه النار واذا مسته لم تحرقه ولو لم أخش الشهرة أدخلت يدى فى النار وأخرجتها مائة مرّة فلا تحترق وقبره الى جانب عبد الصمد من جهة القبلة يفرق بينهما الحائط القبلى وبالتربة قبر الفقيه الامام العالم الناسك الورع الزاهد أبى يحيى عبد الرحمن محمد بن أحمد بن اسحاق بن ابراهيم البغدادى المعروف بصاحب الحنفا ذكره القضاعى فى تاريخه قال ابن عثمان توفى سنة خمس