والصوفية نزهوه من حيث العلم فأصابوا وقال رضى الله عنه الرجل اذا سمع الحكمة فلم يقبلها فهو مذنب واذا سمعها ولم يعمل بها فهو منافق وقال رضى الله عنه اذا انقطع العبد الى الله تعالى بالكلية فأول ما يفيده الاستغناء به عما سواه وكان يقول من صبر علينا وصل الينا وقال اذا سكن الخوف فى القلب لم ينطق اللسان الا بما يعنيه وقال رحمهالله ان الله يرزق العبد حلاوة ذكره فان فرح به وشكره آنسه بقربه وان قصر فى الشكر أجرى الذكر على لسانه وسلب حلاوته وكان الوراق والكاتب فى زمن واحد وقيل عنهما حكاية مشهورة مستفاضة من مشايخ الزيارة فى فعلهم الخير لان الرجل كان يأتى اليهم يطلب ورقة يكتبها فيعطى له أبو الحسن الورقة ولا يأخذ لها ثمنا ويعطيها لابى على فيكتبها له ولا يأخذ منه شيئا فأقاما على ذلك مدة عمرهما فجاء ذات يوم الى الوراق رجل يأخذ منه على العادة ورقة فلم يجده فى حانوته فراح الى الكاتب فاعطاه ورقة وكتبها له فلما أن جاء الشيخ اغتاظ من الكاتب وقال كنت صبرت الى أن جئت فانت ما تريد الاجر الا لك وحدك فماتا متغاضبين على ذلك قال بعض العارفين رأيت الشيخ أبا الحسن الدينورى فى النوم راكبا على نجيب من نور فقلت له أين كنت يا استاذ قال كنت بين يدى الله رب العزة أصلحت ما بين الكاتب والوراق على موائد الرحمة رحمة الله عليهم أجمعين (حكاية) أم محمد القابلة وهى أم محمد ابنة الحسين بن عبد الله القابلة كانت من الزاهدات العابدات قال ابن سعد فى كتابه كان بمصر امرأة يقال لها أم محمد لا تأتى الا الى فقيرة أو مسكينة عند وضعها فبينما هى فى بعض الايام اذ جاءتها امرأة فقالت هل لك أن تأتى هذه المرأة فقامت معها فادخلتها بيتا شعثا فرأت امرأة جميلة جاءها المخاض فقالت ما هذه منك قالت ابنتى ان بعلها خرج الى الغزاة فى أول حملها فقال قوم انه قتل وقال قوم انه حى وقد صرنا الى ما ترى فنزعت ما كان عليها وجعلته على المرأة ثم توجعت فوضعت المرأة غلاما فنزعت قناعها وقطعته نصفين فلفته فى النصف وقمطته بالنصف الآخر ثم انها قامت لها بما يصلح للنساء وأقامت تأتيها شهرا فلما كان بعد الشهر جاءت اليها المرأة وقالت لها ما بك قالت قومى معى لتقر عينك فقامت معها فأتت بها المنزل فرأت به خيرا كثيرا ورجلا جالسا فقالت لها هذا بعل ابنتى قدم بهذا المال الكثير قال فلما ابصرها قام اليها وقبل يدها ورأسها واعطاها صرة فيها مائة دينار فجعلت ترتعد وألقتها من يدها وقالت والله لا آخذها ولا أبيع أجرى بها ثم رمتها اليهما وخرجت ومعها فى القبر والدتها رزدانة قابلة الشيخ أبى الحسن الدينورى لما نزل سبح الله تعالى على يديها فظنت انه نبى فقالت لامه رزقت نبيا