الصياح تربة مبنية بالفص الحجر متسعة بشبابيك مطلة على الخندق بها عنبر الطواشى
ومن قبره الى قبر الشيخ عبد الحافظ القليوبى والقلابية جماعة بالقرافة منهم هذا
الشيخ عبد الحافظ المعروف بصاحب الخطوة قيل انه أقام أياما يصلى الصبح بجامع عمرو
ابن العاص ثم تمشى فى الطريق المسلوك قاصدا الى جامع محمود وقد ذكرنا جامع محمود
عند ذكر المساجد وقبر محمود مقابل للجامع فى الحوش ذكره القضاعى فى كتاب الخطط وعده
القرشى فى طبقة الفقهاء والامراء قال ابن عثمان فى تاريخه هو محمود بن سالم بن
مالك المعروف بالطويل ذكر أبو جعفر الطحاوى قال كان محمود هذا جنديا من جند السرى
بن الحكم أمير مصر فركب السرى ذات يوم فعارضه رجل فى الطريق فوعظه بما أغاظه به
فالتفت الى محمود فقال له اضرب عنق هذا فرمى محمود برأس الرجل فلما رجع محمود الى
منزله خلا بنفسه وتفكر وندم وقال تكلم رجل بكلمة حق فقتلته فكيف يكون حالك اذا
وقفت بين يدى الله وبكى بكاء شديدا وآلى على نفسه انه يخرج من الجندية ولا يعود
اليها فلما أصبح غدا إلى السرى بن الحكم فأخبره بما كان منه فى تلك الليلة وأشهد
على نفسه أن لا يخدم سلطانا أبدا وأقبل على العبادة وجدّد المسجد المعروف به وكان
تبعه فيما حكاه الكندى وغيره وحكى بعضهم أن محمودا رأى فى المنام الفقير وهو يخطر
فى الجنة فقال له ما فعل الله بك قال غفرلى وأدخلنى الجنة وقل لأستاذك يا ظالما
سبقك غريمك للحاكم فأصبح وتاب عن الجندية ذكره ابن عبد الحكم فى تاريخه وعده
القرشى فى طبقة الفقهاء وقد ذكره موفق الدين بن عثمان بالقرب من قبر أبى بكر
الاصطبلى وذكره القضاعى فى هذه الخطة والاصح أنه غربى تربة الاشراف بالقرب من
القدورى فيكون هذا فيما بين تربة الست وقبر القدورى وعليه الآن مجدول