فى تاريخه أن رجلا بات فى هذا المكان قديما فقرأ سورة يوسف عليهالسلام ونام فرأى قائلا يقول هذه والله قصتنا من أعلمك بها فقال القرآن الذى أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلىاللهعليهوسلم فمن أنت قال روبيل أخو يوسف عليهالسلام فلما أصبح أحضر الناس فبنوا هذا المشهد لما علموا من صدق هذه الرؤيا والمكان مبارك يزار بحسن النية وروى أن يهودا بن يعقوب أخو يوسف عليهالسلام أقام فى ذروة الجبل المقطم فى هذا المكان وتعبد فيه وقد سلف ذكره فى أول الكتاب وبازاء هذا المشهد قبر عبد الله ابن الحسين بن على معدود من فقهاء مصر عدّه القرشى فى طبقة الفقهاء وذكره ابن غانم فى الواضح النفيس وكان فيه كياسة خلع عليه بعض أمراء مصر خلعة فلما رأى الخلعة أعجبته فقال له أيها الأمير انى أخاف أن أروح الى أهلى بهذه الخلعة فيفزعوا كما فزع أهل الاعرابى فقال له ومن الاعرابى فقال كسا سليمان بن أبى جعفر أعرابيا قلنسوة فلما أتى الى أهله أبصرها صبيانه على رأسه ففزعوا وقالوا لقد أصابتنا داهية فأنشأ يقول
(١) طرحت عمامتى ولبست شاشا |
|
على عنقى له ذنب طويل |
بحيث الخوف يخفق جانبيها |
|
اكاد اذا حلفت بها أميل |
فصاح صبيتى لما رأونى |
|
وقالوا جاء سعلاة وغول |
فذاك الجعفرى رجال معه |
|
ومثلهم وذاك له قليل |
وكان رضى الله عنه زاهدا فمر يوما فى الطريق فرميت له صرة فأعرض عنها فقيل له خذ هذه الصرة فان فيها دنانير فقال انما خرجت اشترى ملحا للطعام فلو كان ملحا أخذتها توفى المذكور سنة أربعين ومائتين وشرقى قبره قبر محمد بن عبد الله السراج كان رجلا صالحا عالما فاضلا كثير الصلة للمساكين وقال الحافظ الذهبى اسمه محمد بن محمد بن يعقوب السراج وكنيته أبو بكر توفى سنة اثنتين وستين وثلثمائة ومقابل باب هذا المشهد تربة قديمة بغير سقف بها قبر الشيخ الصالح أبى اسحاق محمد بن القاسم بن شعبان المالكى القرطبى المعروف بجده وفاته سنة خمس وستين وخمسمائة ذكره القضاعى فى تاريخه ومن وراء حائطه القبلى مع الحائط قبر عليه مجدول كدان هو قبر الشيخ يحيى الشعبى الحافظ المحدث ويلى مشهد اليسع من جهة القبلة الفقهاء أولاد اسرائيل القراء وقبر الشاب التائب وبازاء المشهد جماعة من الاولياء وقد ذكر القضاعى فى هذه الخطة قبورا كثيرة قد دثرت وهذه تسمى مدافن محمود وفى مجر محمود قبر القاضى مرغب ابن قاضى دمياط
__________________
(١) هذه الابيات كذا بالاصل