وسلم بوضع القبلة فيه فوجد صورة القبلة فى الارض مصوّرة وانه بنى المحراب على ذلك وانه ما يسعه أن يوسع فى المحراب لاجل ذلك فمضوا من عنده فأشاعوا ما ذكر لهم أحمد ابن طولون فعظم شأن الجامع وضاق على المصلين وسألوه أن يزيد فى الجامع زيادة فزاد فيه والقبلة باقية على صورتها الى يومنا هذا والموضع خطى قديم مبارك يعرف باجابة الدعاء وقد سكن فيه جماعة من العلماء والاولياء نذكرهم فى مواضعهم وحول هذا الجامع جماعة من الصالحين ومشاهد أشراف علويين وغيرهم من الجعافرة والمحمديين نذكرهم فى جزء غير هذا ان شاء الله وانما عرضنا بذكر هذا الفصل فى هذا المكان لانا لم نذكره فى أوّل الكتاب فأردنا التنبيه عليه فى اختتام هذه الجهة الوسطى كما نبهنا على ذكر الجامع العتيق فى أوّل الكتاب ونقصد فى ذلك بركة من صلى فيه من الاولياء والعلماء واتباع آثارهم والملاحظة من أسرارهم على ضعفى وتقصيرى بلطف من عند الله وعونه وحسبنا الله ونعم الوكيل
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الجزء الثالث
ذكر الجهة الثالثة وهى الصغرى وهى تشتمل على عشر شقق كما تقدّم الكلام فى صدر الكتاب وقد أخذنا منها خمس شقق فى الجهة الوسطى لاجل الترتيب وزيارتها كحكم زيارة الاولى والثانية وقد ذكرنا فضائل الجبل فى أوّل الكتاب ونذكر قبوره ومن دفن به من العلماء والاولياء والاشراف وقد مدحهم الشيخ موفق الدين بن عثمان فى أثناء خطبته ثم قال وجعل فى سفحه غراس الجنة فهو بهم مكرم نورهم لا يخفى ومسكه لا يتكتم فهو كبستان أزهاره لتبسم ونسيمه يحيى القلوب حين يتنسم بل كان سفحه سماء وقبوره نجوم بينها بدور لا لتغيم تزيد نورا بقراءة القرآن عندها ويرحم من ترحم أو كأنها أصداف فيها جواهر زواهر غلت أن تقوّم وكل قبر كزجاجة فيها مصباح اذا رآه العاصى بكى على ظلمة قبره بين القبور وتندّم أو كأنها عسكر تحت كل جبل قد خيم فقبور الصالحين خيم كخواص السلطان اليها يشتكى ويتظلم فترى أرباب الحوائج يطوفون فى معسكر القبور على من له جاه ومن بحرمته يتحرم فلو أوسعنا فى مدح الأولياء لضاق الوقت علينا ولكن اختصرنا على ذكر مناقبهم ومعرفة قبورهم وأخذت فيه على الاصح مما نقلته من كتب الزيارة ومن صدور المشايخ خلفا عن سلف وبدأت بالزيارة من تربة أحمد ابن طولون بعد زيارة المشهد النفيسى وقد ذكر قوم ان بالحصن الشريف قبر سارية