الى بلاد الروم أتاتل أعداء الله فان لحقنى أجلى على الطريق كان أجرى على الله تعالى فقال له هل لك فى شئ تركبه ثم استدعى بغلام وقال له احضر الساعة غلاما وبغلة وعمامة وسيفا فأحضر ذلك فقال للشيخ خذ هذا ولك فى كل سنة مثله فبكى الشيخ وقال اللهم لا تحرمه الشهادة فلما كان من الغد قتل فى ذلك الموضع فمات شهيدا وكان ذلك ببركة دعاء الشيخ فانه كان أعظم ما فى قلبه الشهادة وكانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائتين ودفن بالمقبرة المذكورة ودفن ولده الى جانبه وكانت وفاة ولده أبى بكر سنة خمس وأربعين وثلثمائة ومناقبه غير محصورة قال المؤلف وهم جماعة المشهور منهم أبو الحسن على بن أحمد وولداه أبو بكر محمد واسماعيل ومعهم فى المقبرة قبر أبى المجد عيسى بن رستم بن أحمد بن الحسين بن عيسى بن رستم معدود من التابعين قيل انه توزر للدولة الطولونية وليس له وفاة تعرف وفى المقبرة جماعة من ذريته وهى مقبرة مباركة
ذكر الجوسق المعروف بالمادرائى قال المؤلف عفا الله عنه بنى الجوسق المذكور على هيئة بناء الكعبة وكان له شأن عظيم وكان يجتمع حوله فى الاعياد رؤساء الناس وكذلك فى ليلة النصف من شعبان وتوقد فيه الشموع المكتبة بالعنبر ويحرق اللبان والجاوى والعود والبخورات الطيبة وتأتى اليه القراء ويجتمعون فيه ويأتى المادرائى بجوائز يفرقها عليهم فى ذلك اليوم وتلك الليلة وينفق مالا جزيلا والكلام عليه كثير ويطول وانما قصدت الاختصار وهذا انتهاء الفرع الثانى
وأما الفرع الثالث فنبدأ به من تربة الامام حسان الانصارى متوجها الى تربة أبى بكر ابن نصر الزقاق ويتضمن من بساحته وانتهاؤه الى قبة الصدفى المجاورة لقبر القاضى أبى الذكر التمار
ذكر تربة حسان الانصارى قال المؤلف وقد جعلتها أول الفرع وذلك لشهرة المكان فانها تربة مباركة وبها جماعة من الصالحين منهم الشيخ حسان الانصارى وكانت وفاته سنة احدى وثلاثين وسبعمائة وبالتربة قبر ولده بدر الدين حسن وبجانبه مجير الدين بن حسان وبها قبر الشيخ الصالح زين الدين عبد اللطيف ابن الشيخ حسان وبها جماعة من أصحابه وبها قبر الشيخ عطية وقيل عطاء المشهدى ثم تخرج من الباب الغربى طالبا للجهة القبلية تجد على يسار السالك قبرا مبيضا تحت جدار حائط هو قبر الشيخ موسى غطى يدك قال المؤلف ولقد رأيته حيا ورأيت له أمورا عجيبة وحالا غريبا وكان الغالب عليه الجذب وكان مكرما عند الناس وسبب تسميته غطى يدك أنه كان اذا رأى امرأة يضربها على يدها ويقول