بسم الله الرّحمن الرّحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
قال الشيخ الامام الأوحد أبو عبد الله محمد ابن الامام الفاضل الشيخ ناصر الدين محمد ابن جلال الدين عبد الله ابن أبى حفص سراج الدين عمر الانصارى العباسى السعودى المعروف بابن الزيات تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته بمنه وكرمه آمين
الحمد لله الذى خلق الوجود ودبر* وجعل مصر جنة ونهرها من سدرة المنتهى يتحدر* وذكرها فى كتابه العزيز فى آيات شريفة تذكر* فقصدت الصحابة اليها من كل محجر* ودفن بعضهم بها فصارت به تشكر* فسبحان من جعل سفح المقطم سكن أوليائه وجعلهم غروسا وأودع فيه نفوسا الى حين تنشر* وبين فيه فضائل وأظهر* فكأنّ سفحه سماء لمن تبصر* وقبورهم نجوم ليس تدثر* فهو بقراءة القرآن ينمو فضله ولا ينكر* فقبور الصالحين كأنها أصداف فيها جواهر غلت أن تقوّم أو تسعر* فظاهرها شعث وباطنها روض أزهر* وفى الجنان أرواحهم تنعم كما ورد فى الأثر* ترى كل قبر منها كزجاجة فيها مصباح ينور* يراه العاصى فيبكى على ظلمة قبره ويتحسر* فسبحان من جعلهم أحياء فى كل طور من الأطوار كطور الذر والصلب والأحشاء والارض والبرزخ والمحشر* وأقامهم شفعاء عنده باذنه فياسعد من زارهم ويا شقاوة من قصر* فمن أحبهم فهو منهم وحشر معهم الى أشرف محضر* قم أيها المذنب الى قبورهم بعزم قبل أن تقبر* وتوسل بهم الى ربك فالمتوسل بهم يحمد ويشكر* وشنف سمعك بمناقبهم فهى تروى فى الكتب وتسطر* فعند سماع مناقبهم يخشع القلب وتدمع العين وتحمر* وتنزل الرحمة عند ذكرهم كما أعلمنا به المصطفى صلىاللهعليهوسلم وأخبر* فمن معجزاته الزاهرة كراماتهم الظاهرة محقق ذلك لا ينكر*