أفضل من تصوفك وتعبدك قال فاستيقظت برعب ثم نزل الامام وصلى بنا الجمعة فلما فرغت من الصلاة أقبلت على الشيخ فلما رآنى مقبلا عليه قال يا أخى اكتم ما رأيت فصاح الصوفى وخرّ مغشيا عليه وكراماته مشهورة وعند باب تربته قبر الشيخ أبى الطاهر محمد بن محمد كاتب حبس بنان انتهت اليه رئاسة مصر وكان من العلماء الاخيار وعموده فى جدار الحوش ومعه فى التربة قبر ولده وعند باب الحوش قبر الثعالبى وعلى باب حوش بنان قبر ابى بكر الاقريطشى وقيل الغناطشى وتحت رجلى بنان قبر المرأة الصالحة سعدية التى جرى لها مع بنان الحكاية المقدّم ذكرها وبالحوش جماعة من الانصار وقبر أبى الحسن القرشى المعروف بابن ترس وقبره قريب من تربة ابن الناصح وعلى قبره عمود قصير وعلى سكة الطريق قبر الشيخ الامام أبى الحسن بن سعيد المعروف بالوراق ذكره ابن عثمان فى تاريخه كان رضى الله عنه عابدا زاهدا قال رضى الله عنه من عرف نفسه عدل عنها وآفة الناس قلة معرفتهم بانفسهم وقال أبو بكر محمد بن الحسين على (١) قال صاحب المصباح وعند حائط تربة الوراق قبر عبد الله السايح قيل انه القائل هذا الشعر
أرى العشاق تهوى اللي |
|
ل هل فيه لهم سر |
اذا ما الليل قد أظلم |
|
ولاحت أنجم زهر |
خلا العاشق والمعشو |
|
ق لا زيد ولا عمرو |
ينادوه على مهل |
|
رويدا يحصل الاجر |
فلا فخر مع الدينا |
|
أرى هذا هو الفخر |
وله حكاية جرت له فى السياحة رحمة الله عليه وقال حياة القلوب فى ذكر الحى القيوم الذى لا يموت والعيش الهنى مع الله تعالى لا غير وقال الانس بالخلق وحشة والطمانينة اليهم حمق والسكون اليهم عجز والاعتماد عليهم وهن والثقة بهم ضياع واذا أراد الله بعبد خيرا جعل انسه به وبذكره وبتوكله عليه وصان سره عن النظر اليهم وظاهره عن الاعتماد عليهم وقال رحمهالله من غض بصره عن محرم اورثه الله حكمة من لسانه ينتهى بها ومن غض بصره عن شبهة نور الله قلبه بنور يهتدى به الى الطريق وقال رحمهالله من اسكن نفسه محبة أهل الدنيا فقد قادها الى أظلم الطرق أو محبة شئ من الدنيا فقد أظلم قلبه ومقابله على سكة الطريق قبر أبى على الحسين بن أحمد المعروف بالكاتب أحد مشايخ الرسالة قال ابن عثمان كان أبو على من السالكين وكان الجنيد يعظمه مات سنة نيف وأربعين وثلثمائة من كلامه رضى الله عنه يقول المعتزلة نزهوا الله من حيث العقول فعطلوا
__________________
(١) كذا بالاصل