هو بنان بن محمد بن أحمد بن سعيد الواسطى الاصل سكن مصر وأقام بها ومات بها وليس فى قبره اختلاف وهو من كبار المشايخ فى الرسالة صحب الجنيد وغيره وكان استاذه أبو الحسين النورى سئل عن أحوال الصوفية فقال الثقة بالمضمون والقيام بالاوامر ومراعاة السر والتخلى عن الكونين بالمسبب وقال رؤية الاسباب على الدوام قاطعة عن مشاهدة المسبب وقال رحمهالله ليس بمحقق فى الحب من راقب أوقاته أو محقق فى كتمان حبه حتى يتهتك فيه ويفتضح ويخلع العذار ولا يبالى بما يرد عليه من محبوبه أو بسببه ويتلذذ بالشقاء فى الحب كما يتلذذ الاغنياء بأسباب النعم وقال رضى الله عنه كنت فى طريق مكة ومعى زاد فجاءتنى امرأة فقالت لى يا بنان أنت حمال تحمل على ظهرك وتظن أنه لا يرزقك فرميت زادى وأقمت أياما بمكة لم آكل شيئا فوجدت فى الطريق خلخالا فقلت فى نفسى أحمل هذا لعل صاحبه يجيىء فيعطينى شيئا فاذا أنا بتلك المرأة وهى تقول أنت ما تحمله حتى يعطيك صاحبه شيئا ثم قالت هو متاعى ثم انها رمت لى شيئا من الدراهم وقالت انفقها فاكتفيت بها الى مصر وروى أنه ألقى بين يدى السبع فكان السبع يشمه ولا يضره وذلك انه سعى فى عزل تكين الجبار فنم عليه فأحضره وكان قد اتخذ سبعا ان غضب على أحد ألقاه بين يديه فيفترسه فلما غضب على بنان ألقاه أمام السبع فجعل السبع يشمه ولا يضره شيئا وبنان يجمع ثيابه فلما انصرف من مجلسه قيل له يا بنان رأيناك تجمع أثوابك فقال ذكرت بعض اختلاف العلماء فى لعاب السبع أطاهر أم نجس فلذلك جمعت أثوابى رحمة الله عليه وصحب بكار بن قتيبة وكان بكار يحبه والى جانب قبر بنان جماعة من أصحابه وروى عن يونس بن عبد الاعلى عن مالك بن أنس قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يزداد الامر الا شدة والدنيا الا ادبارا والناس الاشحا ولا مهدى الا عيسى بن مريم ولا تقوم الساعة الا على أشر الناس وجاء رجل الى بنان وشكا اليه وجعا فى جوفه فقال قم فخذ من تراب القبلة فاستف منه قليلا تهدأ ففعل فبرئ لوقته فجاء وقت آخر فقال يا سيدى دعوت لى فهدأت وعافانى مما ابتليت فادع الله لى فقال هذا تراب القبلة وحكى عنه أن رجلا دخل الى جامع ابن طولون فى يوم جمعة وكان فيه رجل يدعى التصوف فدخل بنان وفى يده عصا يحملها ويدور فى الجامع فقال فى نفسه الدوران فى الجامع بالعصا عبادة وزهد قال الصوفى ثم جئت الى الصف فوقفت فجاء بنان الى جانبى فقرأت ختمة ثم اذن المؤذنون ورقى الامام المنبر فاخذنى النعاس فرأيت قائلا يقول مالك والاعتراض على أولياء الله تعالى ان دوران بنان فى الجامع