عند صاحب الشرطة فأبى أن يقبل شفاعته فبعث يقول له أنت تقتل الليلة نصف الليل فلما بلغ ذلك صاحب الشرطة قال والله لئن لم يتم ذلك لاهدمن عليه منزله هذا فلما كان نصف الليلة حضر من بغداد جماعة أمروا بقتله وكانوا قد وصلوا فى تلك الساعة فقتلوه كما أشار الشيخ نصف الليل فتبين للناس مقام الشيخ وصاروا لا يخالفونه فيما يأمرهم به ومن ظاهر تربته قبر الشيخ الامام أبى بكر الاصطبلى من أكابر الصالحين كانت له دعوة مجابة ويرى على قبره نور كثير ووطئت على تربته امرأة حائض فسمعت من يقول لها من خلف القبر كيف تطئن قبر رجل صالح مادنس بمعصية فسكتت ثم تابت ولم تزل تعبد الله حتى ماتت وقبره القبر الكبير المسطوح فيما بين ابن الفارض وعبد الجبار وفى طبقته عبد الله المفتى الشافعى لا يعرف له قبر ومعهم فى الحومة قبر الفقيه أبى بكر محمد جد مسلم القارئ الذى بنى العارض المعروف بجبل القائم وكان قد رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم هناك ويقال انها مغارة ابن الفارض قيل ان عمرو بن العاص كان يجلس هناك فاتخذ أبو بكر هذا المكان مسجدا وأنفق عليه مالا حتى قيل انه وجد فيه كنزا فلما مات لم يجدوا عنده غير ختمة وكان من العلماء والفقهاء المتزهدين قيل انه لم بين غير هذا المسجد فقيل هذه طريقة الرجال يرى فى موضعين فى موضع العارض وموضع اللؤلؤة ومعهم فى الحومة الفقيه يحيى بن عثمان يروى عن أحمد بن عبد الكريم ذكره الكندى فى فضائل مصر وهو القبر الذى بسفح الجبل المقطم قال المؤلف ويحيى ابن عثمان هذا هو أحد مشايخ الكندى وقبره معروف الى وقتنا هذا غربى ابن الفارض الذى يفرق بينهما الحائط وهو قبر حوض حجر داثر وعنده حوش قصير فيه مجدول كدان فى أصل البناء مكتوب فيه اسمه وقد كشط هذا الاسم وخلف هذا الحوش حوش آخر للصالحين وهذا الحوش يلاصق قبر أبى بكر جدّ مسلم القارئ ويحيى بن عثمان هذا ذكره الهروى فى كتاب المزارات وهو معدود من التابعين وهذا مما نتعاهده الى سنة اثنتى عشرة وسبعمائة والى جانبه دفن ابن الفارض وهو علم على معرفة قبره قال ابن الكندى حدّثنى يحيى بن عثمان عن أحمد بن عبد الكريم قال طفنا الدنيا ورأينا قبور كبار الانبياء والملوك والحكماء ورأيت بناء كسرى ورأيت آثار سليمان بن داود وما بنت له الجان فلم أر مثل أهل مصر ولا الابنية التى لملوكها ومكانتها وعدها ثمانين كوة الا واحدة فيها طرائف وعجائب وقال رأيت مكتوبا على قبر
اعمل لنفسك قبل الموت وارض بما |
|
يأتيك وانظر الى قبرى لتعرفنى |