زحرفت فيها سرر قد رفعت عليها فرش قد نضدت فيها أنهار وكثبان من المسك والزعفران قد عانقوا خيرات حسان وترجمة كتابها هذا ما اشترى العبد المحزون من الرب الغفور اشترى منه هذه الدار بالتنقل من ذل المعصية الى عز الطاعة فما على هذا المشترى فيها من درك سوى نقض العهود وحل العقود والغفلة عن المعبود وشهد على ذلك البيان وما نطق فى محكم القرآن قال الملك الديان (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) وتحثهم هذه الدار على الخيرات الحسان فلو نظرت وقد برزت حوراء من الحور وقد خطرت فى أرض المسك والزعفران ثم تنادى بصوت حسن من يخطبنى من الحى القيوم الذى لا ينام ثم تقول سألتك بالحى الذى جمع بينى وبينك فى غبطة وسرور هل نقصك شيأ مما ضمن لك فيقول لا فباعها واشترى هذه الدار وكتب كتابها وجعله فى كفنه على صدره فى لحده فوجد بعد ذلك مكتوبا قد وفينا ما ضمن عبدنا ذو النون والى جانبه جماعة من مشايخ القصارين وبظاهر التربة من الجهة الغربية تحت الشباك قبران داثران أحدهما يلى الآخر فالقبر الاول هو قبر الشيخ يحيى بن على بن الحسن المصرى أحد مشايخ القراآت المعروف بالخشاب كان فاضلا فى علم القراآت بمصر وسمع الكثير من الحديث وحدث عن جماعة من العلماء فهو يعد من طبقتى القراء والمحدثين قرأ على الشريف الخطيب وانتفع به وقرأ على الخطيب الشيخ أبى الجود وحكى عنه رضى الله عنه أنه كان اذا قرأ القرآن تضطرب كل شعرة فى جسده من شدة خوفه وقال بعض أصحابه دخلت عليه يوما فوجدته يبكى فقلت له ما يبكيك قال رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال الى كم تقرؤن القرآن ولا تخشعون فاذا قرأت القرآن فابك فانه من لم يبك عند قراءة القرآن فقلبه كالحجارة أو أشد قسوة فكان بعد ذلك اذا قرأ القرآن يسمع من حضر تساقط دموعه على الارض من كثرة بكائه وكان يقول الانس بكلام الله يذهب كل وحشة وكانت وفاته سنة أربع وخمسمائة وقيل إن زوجته معه فى قبره هكذا قال صاحب المصباح وأما الثانى الذى يليه من القبلة فهو قبر الشيخ الصالح سفيان النيدى ذكره ابن عثمان فى تاريخه وحكى عنه أنه كان يصنع النيدة وكان يصنع قدرتين فيبيع إحداهما ويقتات منها ويتصدق بالاخرى ويطرح الله له البركة حتى يقيمهما وهو من أرباب الاسباب وبالحومة رجل من بنى بكر المصرى ثم تمشى مستقبل القبلة بخطوات يسيرة الى تربة الشيخ أبى محمد عبد العزيز بن أحمد ابن جعفر الخوارزمى رضى الله عنه ذكره الحافظ عبد العظيم المنذرى وذكر أن الدعاء عنده مستجاب وكان الافضل أمير الجيوش يأتى الى زيارته ماشيا وجرب تراب قبره لرد اللوقة