فدخل فرأى الامام فافترسه ثم أخذه وخرج ودخلت أنا المسجد واغلقت الباب قال القرشى وقبره قبلى الورادى فى التربة المعروفة بتربة بنى قطيطة كان من الورعين كثير الصمت لا يتكلم الا بالقرآن أو الحديث أو العلم وكان معه صحيفة يحاسب فيها نفسه طول يومه فاذا كان وقت المساء نظر فيها وقال فضلت الحسنات على السيئات ولله الحمد ولما مات الشيخ شرف الدين المعروف بابن قطيطة المدرس دفن الى جانبه فرؤى فى النوم فقيل له ما فعل الله بك قال أقامنى مع عبد الرحمن على موائد الكرم فى دار النعيم وكتب رجل على بابها
قد جئت قبر محمد لأزوره |
|
وله الزيارة من أقل الواجب |
من كان يرفد أهله بنواله |
|
أبدا ويفتح بابه للطالب |
ومعه فى الحومة قبر أبى الربيع السكندرى ويلى تربة الورادى من جهة الشرق مصطبة ذات محاريب بها الفقهاء بنو موهوب قال القرشى منهم الفقيه موهوب كان من أكابر الفقهاء قال ابن موهوب كان أبى يقول لا تصحب الا من اذا غبت خلفك فاذا حضرت كنفك وان لقى صديقك اشتراه بمودتك وان لقى عدوّك كفه عنك يا بنى ان أحسن الكلام من كلام خالد بن صفوان اصحب من اذا صحبته زانك واذا خدمته صانك واذا أصابتك فاقة أعانك وان رأى حسنة نشرها وان رأى منك سيئة سترها فاصحب من صفت محبته واعمل لدنياك عمل من يعيش واعمل لآخرتك عمل من يموت واصرف قوّتك لطاعة الله وكان يتمثل بهذين البيتين
قطع الدهر بأسباب العلل |
|
وأباد الشهر أيام الاجل |
ألف الوحدة حتى اعتادها |
|
واشتهى الراحة واختار الكس |
مات سنة احدى وثمانين وأربعمائة ومعه قبر ولده الفقيه ابن موهوب كان من أكابر العلماء الاخيار يعدّ من العلماء والقراء كثير الذكر اذا سمع الفقهاء يتكلمون فى غير العلم تركهم وكان يقول لاصحابه اخلصوا واشتغلوا بحديث الآخرة عن حديثكم فى الدنيا وجلس يوما مع الفقهاء فقال فقيه اشتهى حلوى وقال آخر اشتهى رطبا فقال ابن موهوب اشتهى رضا الله عنى فبينما هم كذلك اذ دخل رجل ومعه حلوى فأطعم ذلك الرجل الفقيه وجاء آخر ومعه رطب فأطعم الآخر فقال ابن موهوب اللهم كما قضيت شهوتهما فاقض شهوتى فلما كان الليل نام فرأى فى المنام رب العزة جل جلاله وهو يقول له قضيت شهوتك ورضيت عنك وقال مالك بن عمر رأيت ابن موهوب يتبسم وهو على المغتسل فعجبت