منه فلما كان الليل رأيته فى المنام وهو يقول لى أتعجب من تبسمى لقد برزت الىّ الحور العين والولدان فأعرضت فاذا قائل يقول دعنه فانه ما طلب الا الله تعالى وقد ذكر الاسعد النسابة فى مزارات الاشراف ابن موهوب وعدّه من مشايخه وسماه بأبى الطاهر عبد المنعم [قبر القاضى الامام العالم أبى عبد الله محمد بن الليث المعروف بابن أبى زرارة العنتابى] وبهذه التربة جماعة من الصالحين والى جانبهم من الجهة البحرية قبر القاضى الامام العالم أبى عبد الله محمد بن الليث المعروف بابن أبى زرارة العنتابى أحد الوكلاء فى الدولة الطولونية كان من كبراء المصريين ذكره القضاعى فى كتاب الخطط وذكره القرشى فى طبقة الشهداء وابن عثمان فى تاريخه وعلى قبره رخامة مكتوب فيها أبو عبد الله محمد بن ياسين بن عبد الأحد بن أبى زرارة الليث بن عاصم الخولانى العنتابى وهذا هو الاصح [قبر المولى أبى الكرم تاج] والى جانبه من الجهة البحرية قبر المولى أبى الكرم تاج ذكره شيخنا فى تعاليقه ويليه من الجهة القبلية قبر القاضى نصر الله بن وهيب بن حمزة بن زمانين عرف بقاضى البحر وهم جماعة يعرفون ببنى زمانين توفى سنة احدى وثلاثين وستمائة وعند باب تربة أبى الطيب خروف قبر الشيخ أبى اسحاق ابراهيم الثعالبى غير صاحب التفسير كان اماما فقيها عالما محدثا ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء والى جانبه قبر الفقيه أبى الطاهر الشافعى وأما الجهة الغربية من تربة أبى الطيب خروف فبها قبر الفقيه الامام العالم العلامة أبى الحسن على العودى عظيم الشأن جليل القدر كان يتجر فى العود وكان اذا قدم الى مصر يفرح الفقراء بقدومه لانه كان يجمعهم ويفرق عليهم زكاة ماله قال النهرجورى ملك العودى مائة ألف وخمسمائة ألف دينار فلما اشتغل بالعلم أنفق ذلك على الفقهاء والفقراء ولما مات لم يجدوا له غير ثوب واحد وازار وحكى الذى غسله أنه سمع من مقالته غض بصرك عن جسدى حتى تصب عليه الجان فغض بصره ويقال انه صحب أبا موسى الجيزى صاحب ذى النون المصرى ومرّ على رجل وقد تعلق برجل له عليه دين وهو يقول له إما أن تعطينى خمسمائة درهم وإما السجن فقال له العودى هى عندى الى غد فظن انه غنى كما كان فأطلق الرجل فلما كان من الغد أتاه فقال أنظرنى الى الظهر فأنظره فأتاه وقت الظهر فقال له أنظرنى الى العصر فصاح الرجل على ماله وقال عالم وكذاب فقال يا أخى لم يبق لى غير هذه الدار خذها بخمسمائة درهم فقال ولا بفلس واحد قال فامض معى حتى أنادى على نفسى قال وأنت لا تساوى فلسا واحدا فبينما هو معه واذا برجل يسأل عن بيت العودى فقال له العودى ما شأنك فقال له أنا الرجل الذى أقرضته بصنعاء ألف دينار وهذه الالف وهذه عشرة آلاف كسبتها فى خمس