عشرة سنة فقال يا أخى ذهبت تلك النفسانية ادفع لهذا خمسمائة درهم وادفع لى درهما واحدا وتصدّق بالباقى سرا ولا تخبر أحدا بما قلت وكان يقول
أذاب الهوى جسمى وقلبى وقوّتى |
|
ولم يبق الا الروح والجسد النضو |
رأيت الهوى جمر الغضا غير انه |
|
على طالبيه عند حاجته حلو |
والى جانب العودى قبر شهاب الدين احمد عرف بابن بشارة المتصدر والى جانبه قبر الشيخ عبد الخالق عرف بالنحاس كان من أكابر العلماء قال ولده كان أبى يصنع الطعام ثم يقول لأمى انظرى ماذا يخصنى منه فتخرج له جزأه فيتصدق به ثم يتعشى بالملح فكانت أمى تعرف عادته وتجعل من نصيبها على نصيبه فيتصدق بالجميع قال القرشى والى جانبه قبر الفقيه محمد بن عبد الوهاب بن يوسف بن على بن الحسين الدمشقى الاصولى اللغوى الحنفى المعروف بابن المحسنى وولده الشيخ أبى عبد الله محمد وبالحومة قبر السيد الشريف الخطيب بالقرافة الكبرى وبالحومة قبر الشيخ الامام العالم أبى الحجاج يوسف ابن محمد الدرعى المدرس بالمدرسة المالكية كان اماما فقيها عالما حسن الفتيا وكان بمكانة عند العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف وكان يرسل اليه فى الشفاعة فيقبله وكان الناس يهرعون الى الصلاة خلفه وكان لا يحب الانتظار وكان يقول الائمة كلهم قادة قال ابن ثعلب بلغنا عنه أنه اعتكف فى شهر رمضان وكانوا يأتون اليه بكوز ورغيف فلما خرج من الاعتكاف وجدوا ثلاثين رغيفا ولم يأكل منها شيئا مات رضى الله عنه سنة أربع عشرة وستمائة وعاش خمسا وثمانين سنة قال القرشى وقبره الى الآن وراء حائط تربة أبى الطيب خروف وعليه عمود حسن قال المؤلف وهذا القبر داثر لا يعرف الآن ومن غربيه قبر الفقيه الامام العالم عبد السلام بن معلى الشافعى وقد سلف ذكره وبالحومة المذكورة قبر الشريف الخطيب بالقرافة الكبرى ولم يكن بهذه الحومة قبر يعرف غير قبر العودى والشريف الخطيب ومن الناس من يقول ان قبر العودى عند باب تربة أبى الطيب خروف ويشيرون الى القبر الكبير المبيض المقابل لابى زرارة وهذا غلط ومنهم من يقول انهم اثنان لان القرشى ذكر فى تاريخه اثنين أبى الحسن العودى والعودى الكبير قال ومنهم العودى الكبير وقبره تحت حائط أبى الطيب خروف وهذه اشارة عن أبى الحسن العودى ولم يبلغنا ان بالحومة عوديا غيره وهذا هو الاصح والله أعلم
وفى قبلى العودى قبر الشيخ علم الدين داود الضرير شيخ القراءة بجامع مصر وكان يقرأ برواية أبى عمرو توفى سنة خمس وثمانين وخمسمائة وهو على باب تربة قديمة من الدفن