فقالوا لا نقدر على ذلك قال الشيخ وأنا ما آخذ شيئا فدخلوا الدار وطرحوا النطرون على الارض وجاؤا يخرجون فلم يجدوا للمكان بابا وقالوا للشيخ اطلقنا يا سيدى لوجه الله قال ان أردتم تخرجوا من هذا المكان خذوا ما جئتم به فأعادوه الى أوعيته واذا الباب قد فتح لهم فحملوه وجاؤا به الى الوزير فقال لهم ما بالكم رجعتم بهذا النطرون قالوا كلهم أخذوا الا ما كان من الشيخ ما أخذ شيئا وقصوا عليه القصة فقال لهم تكذبون أنتم أخذتم منه البرطيل أنا أمضى معكم اليه حتى أنظر كيف جرى لكم فركب الوزير وسار الى أن أتى عند الشيخ فسلم عليه وقال له يا شيخ لم رددت هذا النظرون وهو لا يخسر شيئا فى الثمن فقال الشيخ ما لنا عادة يطرح أحد علينا شيئا تجيبوا الى حجارة وتطلبوا بها ثمنا ثم انه اغتاظ من الشيخ وأشار الى من معه أن يطرحوا ما معهم فطرحوه فاذا هو حجارة لا ينتفع بها فلما أن نظر الوزير الى ذلك استغفر الله تعالى مما جرى منه فى حق الشيخ ووقع له توقيعا أن لا يرمى أحد عليه ولا على أهل القرافة وهم للآن لم يطرح عليهم نطرون ببركته رضى الله عنه ومعه فى الحوش قبر الشيخ الصالح أبى عبد الله محمد الصوفى العاقد وبالحومة مقبرة الغمريين بها مجدول كدان مكتوب عليه الشيخ الصالح ابن نفيس التكرورى والى جانبه عامود مكتوب عليه الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد المعروف بالعسقلانى وقريب منه فى الحومة قبر الشيخ الصالح نصير المعروف بالعجان معدود فى طبقة أرباب الاسباب وهى الطبقة العاشرة من كتاب مهذب الطالبين قال بعضهم هو القبر الحوض الحجر الكبير لم يكن فى الحومة أكبر منه وهذا غير صحيح وقد أوقفنا شيخنا على قبر غيره عليه رخامة مكتوب عليها اسمه ووفاته وهو الاصح ثم تمشى مستقبل القبلة الى تربة أولاد الصيرفى وقد ذكر ابن الجباس فى تاريخه ابن الصيرفى هذا وعدّه فى طبقة القضاة وذكره ابن ميسر أيضا وعدّه من قضاة مصر وقد سلف ذكره ومناقبه مع القضاة قال القرشى فى كتاب المزارات وقبر ابن الصيرفى فى سفح المقطم ولم يكن فى السفح المذكور من اسمه ابن الصيرفى غير هذا وحكى عن الشيخ على بن الجباس انه كان يزور القرافة ولا يعرف هذا القبر فرأى فى المنام قائلا يقول له يا شيخ على تزور القرافة ولا تزورنا قال من أنتم قالوا نحن أولاد الصيرفى فأصبح وجاء الى المكان وزارهم ولهم نسبة طويلة منقوشة على الشباك والى جانب تربتهم من الجهة القبلية قبر داثر هو قبر الشيخ عبد القادر بن مالك الزيات واذا أردت أن تزور شقة سنا وثنا فى المجر المذكور تجد حوشا على يمين السالك قريب من تربة أولاد الصيرفى به عامود مكتوب