او تجاوز فأنت رب رحيم |
|
عن ذنوبى فانها كالتراب |
وكان يقول لما احتضر معاوية رفع يديه وهو يجود بنفسه وقال دهم الموت لا ملجا من الموت والذى أحاذر بعد الموت أدهى وافظع وبهذه التربة قبر الفقيه الجزرى الكبير والشيخ أبى اسحاق العراقى والفقيه ابن رامح والشيخ محمد بن سليمان والشيخ عبد الله ابن عرفة وفى مقبرتهم الفقيه أقمر امام قلعة صدر والفقهاء أولاد صبح المالكية والشيخ أحمد النحاس والسيدة الصالحة عائشة أم الخير ابنة الشيخ ابراهيم القرشى وغربى هذه المقبرة قبر عليه عمود مكتوب عليه صاحب الكلوتة ذكره ابن عثمان فى تاريخه وأشار الى أنه من الصحابة ولم يذكره القرشى فى طبقة الصحابة ولا ابن الربيع ولا ابن عبد الحكم ولا القضاعى ويحتمل أن يكون من الصالحين وانه يعرف بصاحب الكلوتة ومن غربى هذه المقبرة التربة المعروفة بسارية على اختلاف فيه ومعه فى التربة قبر الفقيه الصالح الزاهد الذى ضرب بعبادته المثل أبى البقاء صالح بن الحسين بن عبد الحميد المبتلى الشافعى حكى عنه انه جلس يوما فى حلقة الجامع فرأى الطلبة يضحكون فقال لا اله الا الله فسد الناس حتى أهل العلم لقد كنا ندخل حلقة العلم فلا يقوم منا الرجل الا خاضعا أو باكيا أو متفكرا ثم يأتى الى الحلقة من الغد ونحن كذلك ثم قام واعتزل الناس وانقطع فى جوسق ابن أصبغ يتعبد فيه وبلغ من زهده انه كان يقتات بالبقل وكان مليح الوجه صحيح البدن وكان النساء اذا مررن بالجوسق نظرن اليه فسأل الله عزوجل أن يبتليه فابتلاه فكانت المرأة اذا مرت عليه ولت بوجهها عنه فيقول هذا قصدى وكان له صاحب يخرج كل يوم الى البركة فيجمع له ما يسقط من البقولات فيدقه بالملح ويقتات به فجاءه يوما وليس معه شئ فقال له ما لك جئت بغير شئ فقال له يا سيدى رأيت السودان يتحاربون فقال له خذ هذه العصا وامض اليهم فانك تأمن منهم فأخذها وانصرف فولوا كلهم ولم يبق منهم واحد وكان صالح المبتلى عظيم الشأن وهو فى التربة التى يقال ان سارية بها وقصته مع عمر مشهورة وقال صاحب كتاب المزارات ويحتمل أن يكون من أولاد سارية وقال أبو الحسين الكاتب قال لى الفاضل عبد الرحيم هل لا تنطلق معى تزور قرافة مصر فخرجت معه حتى جئنا قبرا بسفح المقطم فقال لى أحدثك عجبا لما دخلت مصر مشيت بالليل فى هذه الجبانة وليس عندى ما اقتات به فأتيت هذا القبر وبكيت عنده فأخذتنى سنة من النوم فرأيت صاحبه فقال لى ما بك فقلت فقير فقال لى أنظر فنظرت فاذا صلاح الدين على سرير عال فقال ادخل عليه فكأننى دخلت عليه