الفاضل عبد الرحيم بن الحسن بن أحمد البيسانى رحمهالله تعالى وزير مصر والشام وغير ذلك مولده بثغر عسقلان سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وتوفى ليلة الاربعاء سابع ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمسمائة وقبره ظاهر يزار ويتبرك به كان رحمهالله وزيرا صالحا مجتهدا عالما لم ينطلق قلمه قط الا بايصال رزق أو سبب خير أو تجديد نعمة وأما فضائله وعلومه التى أعجزت من تقدمه وصدقاته فهى أشهر من أن تذكر وكان له فى كل يوم وليلة ختمة غير ماله من الاوراد والاذكار وله أوقاف على الفقراء والمساكين والمدارس لنشر العلوم وعلى فكاك الاسارى من يد الفجار الكفار وجدد عمارة العين التى تجرى من ظاهر المدينة الى أهلها ولهم بها المعونة والنفع التام وما ترك رحمهالله بابا من أبواب الخير الا أخذ منه أوفى نصيب وان أخذنا فى شرح فضائله ووصف مقاماته فى الخير والفضل خرجنا عن شرط الكتاب فى الاختصار وبتربته أيضا قبر الفقيه الامام العالم أبى القاسم الشاطبى الرعينى رضى الله عنه كان رجلا صالحا عالما انتهت اليه الرئاسة فى وقته فى قراءة كتاب الله العزيز ومعرفة وجوه قراءته وتقريره وعلوم الحديث والنحو واللغة وغير ذلك مما تفرد به واعترف له به أهل وقته ومن بعدهم وكان متصدرا بالمدرسة التى أنشاها القاضى الفاضل رحمهالله وهى قريبة من داره لاقراء الكتاب العزيز وعلومه وانتفع به جماعة من أصحابه وارتقوا الى مناصب دينية وصنف رضى الله عنه فى علوم القراآت ومرسوم المصحف وغير ذلك مما هو موجود ينتفع به ويشتغل بحفظه وكانت وفاته رضى الله عنه فى جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة رحمهالله تعالى ورضى عنه وعند باب تربته مما يلى الشرق قبر الفقيه أبى المعالى مجلى صاحب كتاب الذخائر يعرف بابن نجا المخزومى ويدعى بابن الارسوفى روى عن أبى الحسن على الخلعى وغيره وتوفى فى ذى القعدة سنة خمس وستين وخمسمائة وقيل سنة خمس وخمسين وله تصانيف مذكورة أخبرنا القاضى كمال الدين أحمد عرف بابن القليوبى قال حدثنى والدى الفقيه ضياء الدين عيسى القليوبى عمن حدثه قال كان مجلى يأتى الى جبانة مصر فيكرر علىّ أقوال العلماء فاذا كان وقت العصر صلى وجعل ظهره الى المقطم ثم يذكر جميع ذلك ولا يعود حتى يعى جميع ذلك وقال الخلعى لاصحابه كلكم تسألونى الدعاء وأنا أسأل هذا ابن مجلى يدعو لى وقد سلف ذكره مع القضاة ولم يبق من آثار تربته الا محراب صغير وبازاء تربة الفاضل قبر الفقيه الدلاصى ومن شرقى قبر أبى المعالى قبر الشيخ عابد بن عبد الله المصلى وهو فى حوش لطيف وقبليه فى الطريق المسلوك مقبرة الفقهاء الشاميين وهم جماعة من