لنا جيرانا يشربون الخمر وإنى داع اليهم الشرطة فقال لا تفعل فذهب ثم أتاه ثانيا فقال لا تفعل فانى سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول من رأى زلة فسترها فكأنما أحيى الموتى من قبورهم وذكره ابن عبد البر
ومن طبقتهم أبو قيس واسمه عبد الرحمن وقيل سعد قال الشيخ شرف الدين بن الجباس هو ممن شهد فتح مصر واختط بها وليس يعرف له قبر ويجاور قبر الخير بن نعيم من الجهة الشرقية تربة بنى عبد الحميد القرشى فمنهم أبو الحسن على بن عبد الحميد القرشى قال ابن الجباس هو من أصحاب أبى الحسن على بن الرومى وكان بينهما صحبة وكان يرسل له الجوائز ويتفقده كل حين والى جانبه قبر أخته فاطمة ابنة عبد الحميد القرشية يقال انها أم جعفر صاحبة السماط والى جانبها قبر السيدة الشريفة فاطمة ابنة عبد الله بن الحسن ابن طباطبا كذا كان على قبرها مكتوبا وذكرها ابن الجباس فى طبقات الاشراف وقال هى بالقرب من فاطمة ابنة عبد الحميد القرشية ولم يذكر لها وفاة قال المؤلف وهى حومة مباركة وقد دثر أكثر قبورها ويجاورها من الجهة القبلية تربة أصحاب قضبان الذهب قيل إنهم رؤا فى المنام وبأيديهم قضبان من ذهب فقيل لهم ما فعل الله بكم فقالوا من زارنا فكأنما تصدق بقضبان الذهب والى جانبهم من الجهة القبلية تربة بنى سنان وهى تربة متسعة وكان بها ألواح رخام مكتوب فيها أسماؤهم وقد فقدت الالواح قال ابن الجباس كان لبنى سنان جنان لم ير أبدع منها ولا من ثمرها قال أبو داود فى السنن رأيت فى جنان بنى سنان قثاية فشبرتها أربعة عشر شبرا ورأيت أترجة قد شقت نصفين وحملت على جمل قال ابن النحوى وكان ابن سنان اذا عطشت جنته بسط يديه ودعا الله فتأتى سحابة من عند الله تعالى فتسقى جنته ولما دخل المأمون الى مصر دخل جنان بنى سنان فأعجبه ما رأى فيها فقال المأمون لأمير مصر لمن هذه قال لرجل يقال له ابن سنان قال علىّ به فلما أتى اليه قال له كم تحمل خراج هذه الجنان فى كل سنة قال عشرين ألف دينار قال فكم ترد عليك قال لا أستطيع حصره قال لم قال لانى أتصدّق بجميع ما يفضل من خراجها وذلك عند الله الحسنة بعشر أمثالها وتضاعف الى سبعين والذى يزيد عند ذلك مائة ألف دينار كلها صدقة لله تعالى قال المأمون اذهبوا الى بيته فانظروا ما فيه فلما جاؤا الى منزله لم يجدوا فيه غير آلة الوضوء فعادوا الى المأمون وأخبروا بما وجدوا فبكى المأمون بكاء شديدا وقال أيها الشيخ تصدّق بالخراج مع ما تتصدّق به وها أنا قد أمرت أمير مصر أن يعطيك ما تريد من أجل الصدقة فقال يا أمير المؤمنين دعنى لئلا يقطع (١) زخرف الدنيا فينقطع ما بينى
__________________
(١) كذا بالاصل