فصب في القدح فصب عليه ماء فشرب وسقاني ، فلم أصبر فقلت : يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك؟! قال : أما والله ما أختم عليه بخلا عليه ، ولكني أبتاع قدر ما يكفيني ، فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره ، وإنما حفظي لذلك ، وأكره أن أدخل بطني إلا طيبا. وعن الأعمش قال كان علي رضياللهعنه يغدي ويعشي ، ويأكل هو من شيء يجيئه من المدينة.
٢ ـ وأخرج أيضا (١ / ٨١) عن عبد الله بن شريك عن جده عن علي بن أبي طالب رضياللهعنه أنه أتي بفالوذج (١) فوضع قدامه ـ بين يديه ـ ، فقال : إنك طيب الريح ، وحسن اللون ، طيب الطعم ؛ لكن أكره أن أعود نفسي ما لم تعتده ، وأخرجه أيضا عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائده عن عبد الله بن شريك مثله ، كما في المنتخب (٥ / ٥٨).
٣ ـ وأخرج ابن المبارك عن زيد بن وهب قال : خرج علينا علي رضياللهعنه وعليه رداء وإزار ، قد وثّقه بخرقة فقيل له ، فقال : إنما ألبس هذين الثوبين ليكون أبعد لي من الزّهو ، وخيرا لي في صلاتي ، وسنة للمؤمن. كذا في المنتخب (٥ / ٥٨).
٤ ـ وأخرج البيهقي عن رجل قال : رأيت مع علي رضياللهعنه إزارا غليظا ، قال : اشتريته بخمسة دراهم ، فمن أربحني فيه درهما بعته إياه ، كذا في منتخب الكنز (٥ / ٥٨).
٥ ـ وأخرج يعقوب بن سفيان عن مجمع بن سمعان التيمي قال : خرج علي بن أبي طالب رضياللهعنه بسيفه إلى السوق فقال : من يشتري مني سيفي هذا؟ فلو كان عندي أربعة دراهم أشتري بها إزارا ما بعته. كذا في البداية (٨ / ٣).
٦ ـ وأخرج أبو القاسم البغوي عن صالح بن أبي الأسود عمن حدثه أنه رأى عليا رضياللهعنه قد ركب حمارا ودلّى رجليه إلى موضع واحد ثم قال : أنا الذي أهنت الدنيا. كذا في البداية (٨ / ٥).
وأخرج أحمد عن عبد الله بن رزين قال : دخلت على علي رضياللهعنه يوم الأضحى ، فقرب إلينا خزيرة (٢) ، فقلنا : أصلحك الله! لو أطعمتنا هذا البط ـ يعني الإوز ـ فإن
__________________
(١) نوع من الحلوى.
(٢) لحم مشوي عليه دقيق.