وروى ابن شبة عن سهل بن سعد أن النبي صلىاللهعليهوسلم «بصق في بضاعة». وعنه أيضا سقيت النبيّ صلىاللهعليهوسلم بيدي من بضاعة ، ورواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات إلا أنه قال «من بئر بضاعة» وكذا رواه أحمد.
وروى ابن زبالة وأبو يعلي عن محمد بن أبي يحيى عن أمه قالت : دخلنا على سهل بن سعد في نسوة فقال : لو أني سقيتكن من بئر بضاعة لكرهت ذلك ، وقد والله سقيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيدي منها.
وفي الكبير للطبراني عن سهل بن سعد أن النبي صلىاللهعليهوسلم «برّك على بضاعة».
ورواه ابن زبالة عن أبي أسيد ، لكن بلفظ «دعا لبئر بضاعة». وفي الكبير للطبراني عن مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه عن جده أبي أسيد ، وله بئر بالمدينة يقال لها بئر بضاعة ، قد بصق فيها النبي صلىاللهعليهوسلم فهي يتبشر بها ويتيمن بها.
قال : فلما قطع أبو أسيد ثمر حائطه جعله في غرفة ، فكانت الغول تخالفه إلى مشربته فتسرق ثمره وتفسده عليه ، فشكا ذلك إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال «تلك الغول يا أبا أسيد ، فاستمع عليها ، فإذا سمعت اقتحامها فقل : بسم الله ، أجيبي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالت الغول : يا أبا أسيد ، أعفني أن تكلفني أن أذهب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأعطيك موثقا من الله أن لا أخالفك إلى بيتك ، وأن لا أسرق ثمرك ، وأدلّك على آية تقرؤها على بيتك فلا يخالف إلى أهلك ، وتقرؤها على إنائك فلا يكشف غطاؤه ، فأعطته الموثق الذي رضي به منها ، فقالت : الآية التي أدلّك عليها هي آية الكرسي ، ثم حكت أسنانها تضرط ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقصّ عليه القصة حيث دلته ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : صدقت وهي كذوب» قال الحافظ الهيتمي : رجاله وثقوا كلهم ، وفي بعضهم ضعف.
وقال المجد : وفي الخبر أن النبي صلىاللهعليهوسلم «أتى بئر بضاعة ، فتوضأ من الدّلو وردّها إلى البئر ،
وبصق فيها ، وشرب من مائها ، وكان إذا مرض المريض في أيامه يقول : اغسلوني من ماء بضاعة ، فيغسل فكأنما ينشط من عقال».
وقالت أسماء بنت أبي بكر : كنا نغسل المرضى من بئر بضاعة ثلاثة أيام فيعافون ، اه.
قال أبو داود في سننه : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : سألت قيّم بئر بضاعة عن عمقها أكثر ما يكون فيها الماء ، قال : إلى القامة ، قلت : وإذا نقص ، قال : دون العورة ، قال أبو داود عقبه : وقدّرت بئر بضاعة بردائي ، مددته عليها ثم ذرعته فإذا عرضها ستة أذرع ، وسألت الذي فتح باب البستان فأدخلني إليه : هل غيّر بناؤها عما كانت عليه؟ فقال : لا ، ورأيت فيها ماء متغير اللون.
وقال ابن النجار : هذا البئر اليوم في بستان ، وماؤها عذب طيب ، ولونها صاف