وكونوا ضرابا بالسيوف وبالقنا |
|
تفوزوا كما فاز الذي كان ساعيا |
وإخواننا كانوا إذا الليل جنّهم |
|
تلو اطوله القرآن ثم المثانيا |
أصابهم أهل الشقاوة والغوى |
|
فحتّى متى لا يبعث الجيش عاديا |
عليهم سلام الله ما هبّت الصّبا |
|
وما لاح نجم أو تحدّر هاديا |
فلما فرغ من شعره أمر به ابن زياد فضربت عنقه ثم صلب في السبخة.
ثم دعا ابن زياد بجندب بن عبد الله فقال له : يا عدوّ الله ألست صاحب عليّ بن أبي طالب يوم صفّين؟ قال : نعم ولا زلت له وليا ولكم عدوا لا أبرأ من ذلك إليك ، ولا أعتذر في ذلك وأتنصل منه بين يديك. فقال ابن زياد له : أما إنّي سأتقرب إلى الله بدمك. فقال جندب : والله ما يقربك دمي إلى الله لكنه يباعدك منه ، وبعد فإنّي لم يبق من عمري إلا أقله ، وما أكره أن يكرمني الله بهوانك.
فقال ابن زياد : أخرجوه عني فإنّه شيخ قد خرف وذهب عقله ، فاخرج وخلّي سبيله.
الإرشاد للشيخ المفيد / ٢٤٤. أصحاب ورواة الإمام الحسين (عليه السلام) ـ خ ـ. تاريخ الطبري ٦ / ٢٦٣. معجم رجال الحديث ١٠ / ٢٥٨. مع الحسين (عليه السلام) في نهضته / ٣٠٢. مقتل أبي مخنف / ١٠٦. مقتل الخوارزمي ٢ / ٥٢.
٧٠٧ ـ عبد الله (أبو بكر) ابن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي مات سنة ١٣ ه.
صحابي ، شهد مشاهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وروى عنه ، وتربّع على أريكة الخلافة الإلهية ، وانتزعها من صاحبها الشرعي وامتلكها سنتين وشيئا ، وقيل عشرين شهرا ، ومات يوم الأثنين جمادى الأولى عام ثلاث عشرة من الهجرة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وصلى عليه عمر بن الخطاب. أخذ وتعلم من أمير المؤمنين (عليه السلام) ، الأحكام والشيء الكثير من العلوم ، وكان يرجع إليه في كافة المسائل ، وحتّى حين تم الأمر له ببيعة اثنين فحسب ، وهما عمر ، وأبو عبيدة. وكان قبل إسلامه مذكورا ، ورئيسا معروفا ، يجتمع إليه كثير من أهل مكة فينشدون الأشعار ، ويتذاكرون الأخبار ويشربون الخمر. وقد ردّد هذه الجملة (لو لا عليّ لهلك أبا بكر) كثيرا في موارد مختلفة ، كما كان يرسل إلى عليّ (عليه السلام) ويسأل منه في مواضيع شتّى ، ومنها أنّ أبا بكر شاور عليا (عليه السلام) في قتال أهل الردة ، بعد أن شاور الصحابة