ومن الدراسات القرآنية التي خاضت في قضايا البلاغة نذكر :
٢ ـ ١ ـ ٢ ـ كتاب معاني القرآن للفرّاء (ت ٢٠٧ ه):
هو كتاب في تفسير القرآن وإعراب ما أشكل إعرابه ، وتوجيه الإعراب في خدمة المعاني ، ومن أجل ذلك أشرب تفسيره بكثير من البحوث البلاغية. يمثل الكتاب ذروة النضج عند الفرّاء لأنه أملاه سنة ٢٠٤ ه ، أي قبل وفاته بأعوام.
فلقد تحدّت فيه بشكل خاص عن الحذف الذي قاده إلى الكلام على الإيجاز. وكما قبل الحذف والإيجاز قبل كذلك الزيادة ولو عارض في ذلك موقف المتزمتين الذين ينكرون أيّ زيادة في النص القرآني. وتوقّف عند ضروب التكرار والفائدة الدلالية والبلاغية منه. كما تناول فنّ التعريض في مواضع متفرقة وقد وجد فيه بعدا عن المباشرة ومخاطبة لذكاء المتلقي وفطنته. واستوقفه ما يسمى بالفواصل القرآنية فدرس موسيقاها ونغميّة الإيقاع فيها.
نكتفي بذكر هذه القضايا البلاغية التي عرضها الفرّاء في كتابه لأنها كافية للتدليل على علاقة البلاغة بالدراسات القرآنية.
٢ ـ ١ ـ ٣ ـ كتاب تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة (ت ٢٧٦ ه):
تحدّث ابن قتيبة في كتابه هذا عن المجاز ذاهبا إلى أن «للعرب المجازات في الكلام ، ومعناها طرق القول ومآخذه» (١) وذكر من هذه المجازات كلا من الاستعارة ، والتمثيل ، والقلب ، والتقديم ، والتأخير ، والحذف ، والتكرار ، والإخفاء ، والإظهار ، والتعريض ، والإفصاح ، وغيرها من أبواب البلاغة.
__________________
(١) ابن قتيبة ، تأويل مشكل القرآن ، ص ٢٠ ، طبعة دار التراث ١٩٧٣ م تحق السيد أحمد صقر.