١ ـ سلامته من ضعف التأليف :
وتعني السلامة هذه خلو الكلام من الخطأ النحوي والصرفي ، وجريانه على قواعد النحو المطردة ، كقول حسان (الطويل) (١) :
ولو أن مجدا أخلد الدّهر واحدا |
|
من الناس أبقى مجده الدّهر مطعما |
أعاد الشاعر الضمير المتصل بالفاعل على متأخر لفظا ورتبة. الهاء في مجده عائدة على (مطعما) وهو متأخر في اللفظ والرتبة لأنه مفعول به. وهذا ممنوع عند جمهور البصريين ، ولكن بعض الكوفيين ، وابن جنّي أجازوا ذلك. والمتتبّع لدواوين الشعراء القدامى ، وكتابات المحدثين يرى أن هذه الظاهرة شاعت وليست من جنايات الترجمة كما ذهب إلى ذلك المخطّئون.
ويبدو أن شيوعها قد سبق لغة الصحافة لأن الشعراء الذين يحتج بشعرهم قد فعلوا ذلك. والأغرب أن واضع علم النحو قد فعل ذلك في شعره عند ما قال (٢) (الطويل) :
جزى ربّه عنّي عدّي بن حاتم |
|
جزاء الكلاب العاويات وقد فعل |
فكيف تكون هذه الظاهرة ممنوعة عند النحويين وأبو النحو يستخدمها في شعره؟ وأين مصداقيّة المنظّر إذا خالفت الممارسة التنظير؟
__________________
(١). شرح ديوان حسان ، شرح البرقوقي ، ص ٤٥٤.
(٢). ديوان أبي الأسود الدّؤلي ، تحق محمد حسن آل ياسين ، دار الكتاب الجديد ، بيروت ١٩٧٤ ص ١٦٢.