وإظهار القوة ، والرغبة في دفع العدو من الكبير والصغير هو المؤثر في دفع العدو ، حين يلقي الله في قلوب الذين كفروا الرعب ، بحيث يكون أي تخاذل في هذا الإتجاه يظهر حب أصحابه للدنيا ، وتعلقهم بها من موجبات طمع العدو بهم ، وجرأته على مهاجمتهم ، وإنزال ضرباته القوية بهم ..
رابعا : إن من أسباب حفظ الإسلام ، وتحصينه من شر الأشرار هو فضح نوايا المنافقين ، وإكذاب أحدوثتهم ، وكبت عدو أهل الإيمان في الداخل والخارج.
٢ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» أراد أن يقدم نموذجا عمليا لأمر الإمامة من بعده ، وذلك بأن يجعل الناس يتحسسون الحاجة إلى الحافظ القوي ، والإمام الوصي ، حتى لا يعبث أصحاب الأطماع ، وطلاب اللبانات بمصير الناس ، ولا يفرضوا عليهم مسارا يؤدي بهم إلى البوار والهلاك والتمزق والتشتت والتلاشي والتفتت ..
٣ ـ إنه لا بد من أن يسقط هالة القداسة عمن لم يكن أهلا للقداسة ، وإنما هو يضفيها على نفسه لتكون شركا يوقع به البسطاء والسذج من الناس ، ويتخذ منهم أداة لفرض واقع معين ، لا يرضاه الله تعالى ، ويؤدي إلى العبث بجهود الإنبياء ، وتضييع منجزاتهم ..
٤ ـ ثم إنه قد اعلن عن غزوته تلك ليكون ذلك أبعد للسمع ، حيث تتناهى أخبارها إلى بني الأصفر ، فتنخلع لها قلوبهم ، وتطيش لها ألبابهم ، ويتلاشى تدبيرهم في ظلمات الحيرة والضياع ، ويوهن الله بذلك كيدهم ، وتذهب ريحهم.
٥ ـ إن ذلك لا بد من أن يثير الزهو والشعور بالعزة في مجتمع المسلمين