الجيش الذي سار إلى تبوك كان خمسة وعشرين ألفا ، وكان عدد المؤمنين فيه لا يزيد على خمسة وعشرين رجلا ، يقول النص :
«كان مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بتبوك رجل يقال له : «المضرب» من كثرة ضرباته التي أصابته ببدر وأحد ، فقال له رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : عدّ لي أهل العسكر ، فعددهم.
فقال : هم خمسة وعشرون ألف رجل سوى العبيد والأتباع.
فقال : عدّ المؤمنين.
فعددهم ، فقال : هم خمسة وعشرون رجلا ، وقد كان تخلف عن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قوم من المنافقين ، وقوم من المؤمنين مستبصرين لم يعثر عليهم في نفاق الخ ..» (١).
نعم ، وهذا هو الذي يفسر نزول ما يقرب من تسعين آية من سورة التوبة لتبين ما جرى في تبوك ، ولتظهر حجم التحدي والخطر الذي واجهه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» من هؤلاء المنافقين ، الذين كان قسم منهم يسعى لزعزعة الإستقرار الداخلي حتى احتاج «صلىاللهعليهوآله» إلى أن يخلف أمير المؤمنين عليا «عليهالسلام» مكانه ، ليكون منه بمنزلة هارون من موسى.
كما أننا لا نستطيع أن نشكك في صحة النص المذكور آنفا ، فإن عامة من ساروا إلى تبوك إنما أسلموا خلال الأشهر اليسيرة بين فتح مكة في شهر
__________________
(١) البحار ج ٢١ ص ٢١٨ وتفسير البرهان ج ٢ ص ١٣٢ وتفسير القمي ج ١ ص ٢٩٦ والتفسير الصافي ج ٢ ص ٣٨٥.