النبي «صلىاللهعليهوآله» يصطحب معه في حروبه إحدى زوجاته ، وكان المشركون يأتون بنسائهم في حروبهم ، كما كان الحال في بدر ، وأحد.
أما في موضوع الوفود فلا يوجد فيها احتمال مواجهة أخطار ، وتعرض لأذى وأسر وسبي ، فالداعي إلى استصحاب النساء والأطفال ، لا يواجهه أي مانع أو رادع ..
خامسا : لقد زعم هذا القائل : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» والمؤمنين كانوا على يقين مما يعتقدون في عيسى «عليهالسلام». ونقول :
إن الآية تدل على يقين النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وقد دل فعل النبي «صلىاللهعليهوآله» في المباهلة على أن الذين أخرجهم معه كانوا على يقين من ذلك أيضا.
ودل على ذلك أيضا قوله تعالى : (فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) (١). حيث إنهم جميعا كانوا شركاء في الدعوى ، وعلى يقين من صحتها.
وأما بالنسبة لسائر المؤمنين فلا شيء يثبت أنهم كانوا على يقين من ذلك ، فلعل بعضهم كان خالي الذهن عن كثير من التفاصيل.
بل لقد صرح القرآن بأن الشكوك كانت تراود أكثرهم ، فقال : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (٢).
سادسا : لا معنى لقوله : إن الآية قد تعني أن يفوض إلى النصارى دعوة الأبناء والنساء من المؤمنين ، ويدعو المؤمنون أبناء ونساء النصارى في
__________________
(١) الآية ٦١ من سورة آل عمران.
(٢) الآية ١٠٦ من سورة يوسف.