الحقيقية ، لتصبح أسلوب مناورة ، يهدف للتأثير النفسي على الطرف الآخر ، لينسحب من ساحة المواجهة.
٢ ـ إن اللافت هنا : أن هذا البعض قد نسب هذه المبادرة إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» ، مع أن الآية قد صرحت : بأن الأمر للنبي «صلىاللهعليهوآله» قد جاء من الله تبارك وتعالى ، فهي تدبير إلهي ، وقرار رباني.
٣ ـ إن كون هذا الأمر تدبيرا إلهيا يعطي : أن لهؤلاء الصفوة الذين أخرجهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قيمة كبرى ومقاما خاصا عنده تبارك وتعالى ، وليست القضية هي حب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لولده أو سبطه ، أو لصهره الذي يوحي بأن سبب محبته ومعزته لهم هو الرابطة النسبية ، وكونهم أبناءه ونساءه ، وأهله «صلىاللهعليهوآله» ..
٤ ـ إننا لا نريد أن ننفي أن يكون في خروج هؤلاء إلى المباهلة دلالة على قيمتهم عند رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ودلالة على معنى أن إشراك الحسنين والزهراء وعلي «عليهمالسلام» في قضية لها مساس بحقيقة دين الإسلام ، من حيث إن ما يراد إثباته ، هو بشرية عيسى «عليهالسلام» ، ونفي الألوهية عنه يدل دلالة قاطعة على أن من يباهل النبي «صلىاللهعليهوآله» بهم قد بلغوا في الفضل والكرامة والسؤدد حدا يصبح معه جعل الله ورسوله «صلىاللهعليهوآله» لهم في معرض الخطر ، من أعظم الوثائق الدالة على صدق الرسول «صلىاللهعليهوآله» فيما يدّعيه من حيث إن التفريط بهم وهم أكرم الخلق عليه ، والنموذج الأمثل للإنسان الإلهي في أسمى تجلياته يكون تفريطا بكل شيء ، حيث لا قيمة لشيء في هذا الوجود