سنة وشهرين ، وقد وجد فيهم من البسالة والإقدام ما يحير العقول ، حتى لقد واجه ثلاثة آلاف منهم مئات الألوف من جيوش قيصر ، ولم تستطع تلك الحشود الهائلة أن تقتل من جيش المسلمين سوى بضعة أفراد ، وربما لم يمكنهم ذلك إلا بعد أن طحن المسلمون جيوشه الجرارة طحنا ..
ولو لا حدوث الخيانة من خالد بن الوليد ، فلربما لم يخرج من الجيوش التي حشدها إلا أقل القليل ..
فأين هي تلك السنون التي مرت على المسلمين حتى هلكت أموالهم وتمهّد السبيل للإنقضاض والقضاء عليهم؟!
رابعا : إذا كانت مئات الألوف القيصرية مع جيش منتصر على إمبراطورية فارس قد عجزت عن فعل أي شيء مع ثلاثة آلاف في بلاد بعيدة عن بلادها ، فإذا أراد قيصر أن يقضي على المسلمين ، ويستأصل شأفتهم ، فسيحتاج إلى أضعاف ما حشده في مؤتة ، ولا سيما بعد أن تعرض جيشه فيها لضربة روحية بالغة القسوة والأثر ..
فما معنى أن يكتفي الآن بأربعين ألفا ، يرسلهم مع أحد قواده؟!!