٤ ـ ومنها «ما» ، وتكون مصدرية ظرفية نحو : «لا أصحبك ما دمت منطلقا» أي : مدة دوامك منطلقا ، وغير ظرفيّة نحو : «عجبت مما ضربت زيدا» (١). وتوصل بالماضي كما مثل ، وبالمضارع نحو : «لا أصحبك ما يقوم زيد (٢) ، وعجبت مما تضرب زيدا» ، ومنه (بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ)(٣). وبالجملة الاسمية نحو : «عجبت مما زيد قائم ، ولا أصحبك ما زيد قائم» وهو قليل.
وأكثر ما توصل الظرفية المصدرية بالماضي ، أو بالمضارع المنفي بلم نحو : «لا أصحبك ما لم تضرب زيدا». ويقل وصلها. أعني المصدرية الظرفية ـ بالفعل المضارع الذي ليس منفيا بلم نحو : «لا أصحبك ما يقوم زيد» ، ومنه قوله :
٢٤ ـ أطوّف ما أطوّف ثم آوي |
|
إلى بيت قعيدته لكاع (٤) |
__________________
(١) أي : عجبت من ضربك زيدا.
(٢) ما : مصدرية ظرفية ، يقوم زيد : فعل وفاعل ، والجملة صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب ، وما مع صلتها في تأويل مصدر منصوب على الظرفية متعلق بأصحب ، وأصل الكلام : لا أصحبك مدة قيام زيد ، فمدة : ظرف زمان متعلق بأصحب ، وقيام : مصدر مضاف إليه ، ثم حذف المضاف وهو الظرف وناب المضاف إليه عنه فنصب على الظرفية وتقديره : لا أصحبك قيام زيد. أما «ما» المصدرية غير الزمانية فليس فيها معنى الظرف ولذا تؤول مع صلتها بمصدر يتبع في إعرابه العوامل الموجودة كما رأيت في الأمثلة.
(٣) بما : الباء حرف جرّ ، ما : مصدرية ، نسوا : فعل ماض مبنيّ على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو : فاعل ، وما مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بالباء. والجار والمجرور متعلق بصفة ثانية لعذاب. والآية بتمامها : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ، وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ، إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) سورة ص (٢٦).
(٤) البيت للحطيئة يهجو به امرأته. أطوّف : أمعن في التجوال ، لكاع : خبيثة لئيمة.