وكذلك يجوز التقديم إذا رفع الفعل ضميرا بارزا نحو : «الزيدان قاما» فيجوز أن تقدم الخبر فتقول : «قاما الزيدان» (١) ، ويكون «الزّيدان» مبتدأ مؤخرا ، و «قاما» : خبرا مقدما. ومنع ذلك قوم.
وإذا عرفت هذا فقول المصنف : «كذا إذا ما الفعل كان الخبرا» يقتضي وجوب تأخير الخبر الفعليّ مطلقا ، وليس كذلك ، بل إنما يجب تأخيره إذا رفع ضميرا للمبتدأ مستترا كما تقدم.
الثالث : أن يكون الخبر محصورا ب «إنّما» نحو : «إنما زيد قائم» ، أو ب «إلّا» نحو : «ما زيد إلا قائم» ، وهو المراد بقوله : «أو قصد استعماله منحصرا» فلا يجوز تقديم «قائم» على «زيد» في المثالين ، وقد جاء التقديم مع ««إلا» شذوذا ، كقول الشاعر :
٥٣ ـ فيا ربّ هل إلّا بك النصر يرتجى |
|
عليهم ، وهل إلّا عليك المعوّل (٢) |
__________________
(١) في قولنا : «زيد قام» لو أخرنا المبتدأ لالتبس بالفاعل أما في قولنا : «زيد قام أبوه» أو «الزيدان قاما» فالالتباس غير حاصل لأن الفعل رفع فاعله ولذا جاز تقديم المبتدأ وتأخيره.
(٢) البيت للكميت بن زيد من هاشمياته التي قالها في مديح بني هاشم. المعول : هنا مصدر ميمي بمعنى التعويل بمعنى الاستناد والاعتماد.
المعنى : هل يرتجى النصر على الأعداء إلا بك يا رب. وهل يعتمد في كل أمر إلا عليك.
الإعراب : يا : أداة نداء ، رب : منادى مضاف منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة تخفيفا. والياء : في محل جر بالإضافة ، هل : حرف استفهام ، إلا : أداة حصر. بك : جار ومجرور متعلق بيرتجى ، النصر : مبتدأ ، يرتجى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضم المقدر على آخره للتعذر. ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود إلى النصر ، والجملة في محل رفع خبر للمبتدأ. (ويجوز أن نعلق الجار والمجرور (بك) بمحذوف خبر للمبتدأ النصر ، وتكون جملة يرتجى حالية في محل نصب) .. وهل : الواو عاطفة ، هل : حرف استفهام. إلا : أداة حصر عليك : على : حرف جر. والكاف : ضمير متصل