الموضع الثاني : أن يكون المبتدأ نصّا (١) في اليمين نحو : «لعمرك لأفعلنّ» التقدير : «لعمرك قسمي» ، ف «عمرك» : مبتدأ ، و «قسمي» : خبره ، ولا يجوز التصريح به.
قيل : ومثله : «يمين الله لأفعلنّ» (٢) التقدير : «يمين الله قسمي» ، وهذا لا يتعيّن أن يكون المحذوف فيه خبرا لجواز كونه مبتدأ والتقدير : «قسمي يمين الله» بخلاف «لعمرك» فإن المحذوف معه يتعين أن يكون خبرا ، لأنّ لام الابتداء قد دخلت عليه ، وحقّها الدخول على المبتدأ. فإن لم يكن المبتدأ نصّا في اليمين (٣) لم يجب حذف الخبر نحو : «عهد الله لأفعلنّ» التقدير : «عهد الله عليّ» ، ف «عهد الله» : مبتدأ و «عليّ» : خبره ، ولك إثباته وحذفه.
الموضع الثالث : أن يقع بعد المبتدأ واو هي نصّ في المعيّة نحو : «كلّ رجل وضيعته» ، فكلّ : مبتدأ ، وقوله «وضيعته» : معطوف على كل ، والخبر محذوف ، والتقدير : «كل رجل وضيعته مقترنان». ويقدّر الخبر بعد واو المعية ، وقيل : لا يحتاج إلى تقدير الخبر ، لأن معنى «كل رجل وضيعته : كلّ رجل مع ضيعته» ، وهذا الكلام تام لا يحتاج إلى تقدير خبر ، واختار هذا المذهب ابن عصفور في شرح الإيضاح (٤).
فإن لم تكن الواو نصّا في المعية لم يحذف الخبر وجوبا نحو : «زيد وعمرو قائمان».
__________________
(١) أي أنه لا يستعمل إلا في القسم ، ويفهم منه القسم قبل ذكر المقسم عليه.
(٢) لأفعلنّ : اللام : واقعة في جواب القسم ، أفعل : فعل مضارع مبنيّ على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، ونون التوكيد : حرف لا محل له من الإعراب ، والجملة : جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
(٣) بأن كان يستعمل في غير القسم كثيرا فلا يفهم منه القسم حتى يذكر المقسم عليه.
(٤) الإعراب الأول أفضل لأن الواو لا تصلح للإخبار وإن كانت بمعنى مع لأنها حرف وليست ظرفا.