الموضع الرابع : أن يكون المبتدأ مصدرا ، وبعده حال سدّت مسد الخبر وهي لا تصلح أن تكون خبرا ، فيحذف الخبر وجوبا لسد الحال مسدّه ، وذلك نحو : «ضربي العبد مسيئا» ، ف «ضربي» : مبتدأ ، و «العبد» معمول له ، و «مسيئا» : حال سدّت مسدّ الخبر ، والخبر محذوف وجوبا والتقدير : «ضربي العبد إذا كان مسيئا» إن أردت الاستقبال وإن أردت المضيّ فالتقدير : «ضربي العبد إذ كان مسيئا» ، ف «مسيئا» : حال من الضمير المستتر في «كان» المفسّر ب «العبد» ، و «إذا كان» أو «إذ كان» ظرف زمان نائب عن الخبر (١).
ونبّه المصنف بقوله : «وقبل حال» على أن الخبر المحذوف مقدر قبل الحال التي سدّت مسدّ الخبر كما تقدم تقريره.
واحترز بقوله : «لا يكون خبرا» عن الحال التي تصلح أن تكون خبرا عن المبتدأ المذكور ، نحو ما حكى الأخفش ـ رحمهالله ـ من قولهم : «زيد قائما» ، فزيد : مبتدأ ، والخبر محذوف والتقدير : «ثبت قائما» ، وهذه الحال تصلح أن تكون خبرا فتقول : «زيد قائم» ، فلا يكون الخبر واجب الحذف ، بخلاف «ضربي العبد مسيئا» فإن الحال فيه لا تصلح أن تكون خبرا عن المبتدأ الذي قبلها ، فلا تقول «ضربي العبد مسيء» ، لأن الضرب لا يوصف بأنه مسيء.
والمضاف إلى هذا المصدر حكمه كحكم المصدر نحو : «أتمّ تبييني الحقّ منوطا بالحكم» ف «أتمّ» : مبتدأ ، و «تبييني» : مضاف إليه ، و «الحقّ» : مفعول لتبييني ، و «منوطا» : حال سدّت مسدّ خبر «أتمّ» ، والتقدير : «أتمّ تبييني الحقّ إذا كان ، أو إذ كان منوطا بالحكم».
__________________
(١) مرّ إعراب ذلك مفصّلا في ص : (٢٢٤) الحاشية الأولى.