ذكر في هذين البيتين وجوه شبه الاسم بالحرف في أربعة مواضع :
(فالأول) : شبهه له في الوضع ، كأن يكون الاسم موضوعا على حرف واحد ك «التاء» في : «ضربت» ، أو على حرفين ك «نا» في «أكرمنا» وإلى ذلك أشار بقوله : «في اسمي : جئتنا» فالتاء في جئتنا اسم لأنه فاعل ، وهو مبنيّ لأنه أشبه الحرف في الوضع في كونه على حرف واحد ، وكذلك «نا» اسم لأنها مفعول ، وهو مبنيّ لشبهه بالحرف في الوضع في كونه على حرفين.
(والثاني) : شبه الاسم له في المعنى ، وهو قسمان :
أحدهما : ما أشبه حرفا موجودا.
والثاني : ما أشبه حرفا غير موجود.
فمثال الأول : «متى» فإنها مبنيّة لشبهها الحرف في المعنى.
فإنها تستعمل للاستفهام نحو : «متى تقوم» (١)؟ وللشرط نحو : «متى تقم أقم» (٢) وفي الحالتين هي مشبهة لحرف موجود : لأنها في الاستفهام : ك «الهمزة» ، وفي الشرط :
__________________
(١) متى : اسم استفهام مبنيّ على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية ، متعلق بتقوم.
(٢) منى : اسم شرط جازم مبنيّ على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية. متعلق بتقم. تقم : فعل الشرط فعل مضارع مجزوم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب أقم : مضارع مجزوم بالسكون لأنه جواب الشرط وجزاؤه وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا) ويقاس على متى أسماء الشرط والاستفهام ما عدا «أيّا» فهي معربة لملازمتها للإضافة. والإضافة من خصائص الاسم فضعف شبهها بالحرف ، كقوله تعالى : (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ) ، أي : اسم شرط جازم منصوب على أنه مفعول مقدم لقضيت. وكقوله تعالى : (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أيّ : اسم استفهام مبتدأ مرفوع ، أحق : خبر للمبتدأ مرفوع.