ك «إن» ومثال الثاني : «هنا» (١) ، فإنها مبنيّة لشبهها حرفا كان ينبغي أن يوضع فلم يوضع ، وذلك لأن الإشارة معنى من المعاني ، فحقّها أن يوضع لها حرف يدل عليها كما وضعوا للنفي «ما» وللنهي «لا» وللتمني «ليت» وللترجي «لعل» ونحو ذلك ، فبنيت أسماء الإشارة لشبهها في المعنى حرفا مقدرا (٢).
(والثالث) : شبهه له في النيابة عن الفعل وعدم التأثر بالعامل ، وذلك كأسماء الأفعال نحو : «دراك زيدا». فدراك : مبنيّ لشبهه بالحرف في كونه يعمل ولا يعمل فيه غيره ، كما أن الحرف كذلك (٣).
واحترز بقوله : «بلا تأثر» عما ناب عن الفعل وهو متأثر بالعامل نحو : «ضربا زيدا» (٤) ، فإنه نائب مناب «اضرب» وليس بمبني لتأثره بالعامل ، فإنه منصوب بالفعل المحذوف ، بخلاف «دراك» فإنه وإن كان نائبا عن «أدرك» فإنه ليس متأثرا بالعامل.
وحاصل ما ذكره المصنف أن المصدر الموضوع موضع
__________________
(١) هنا : اسم إشارة للدلالة على المكان في محل نصب على الظرفية المكانية إلا إذا سبقت بالجار فهي في محل جر.
(٢) أسماء الإشارة مبنية للشبه المعنوي وإنما أعرب «هذان وهاتان» لضعف الشبه بما عارضه من علامة التثنية التي هي من خصائص الأسماء ، ومن النحاة من يرى أنهما على صورة المثنى وليسا مثنيين حقيقيين فيبنيهما على الألف في حالة الرفع ، وعلى الياء في حالتي النصب والجرّ.
(٣) أشبهت : «لعل وليت» مثلا فإنهما حرفان نابا عن فعلي أترجىّ وأتمنى ولا يدخل عليهما عامل يتأثران به.
(٤) ضربا : مصدر نائب عن فعله (مفعول مطلق لفعل محذوف وجوبا منصوب) ، زيدا : مفعول به منصوب.