أعددته أن يميل الحائط فأدعمه ، وهو لا يطلب بإعداده ذلك ميل الحائط ، ولكنه أخبر بعلة الدّعم وسببه.
وقرأ أهل الكوفة : (فتذكّر) رفعا.
وسألت الخليل عن قول الشاعر :
فما هو إلّا أن أراها فجاءة |
|
فأبهت حتىّ ما أكاد أجيب (١) |
فقال : أنت في (أبهت) بالخيار ، إن شئت حملتها على (أن). وإن شئت لم تحملها عليه ، فرفعت ، كأنك قلت : ما هو إلا الرأي فأبهت.
وقال ابن أحمر فيما جاء منقطعا من (أن):
يعالج عاقرا أعيت عليه |
|
ليلقحها فينتجها حوارا (٢) |
كأنه قال : يعالج فإذا هو ينتجها ، وإن شئت على الابتداء.
وتقول : لا يعدو أن يأتيك فيصنع ما تريد ، وإن شئت رفعت ، كأنك قلت : لا يعدو ذلك فيصنع ما تريد.
وتقول : ما عدا أن رآني فيثب ، كأنه قال : ما عدا ذلك فيثب ، لأنه ليس على أول الكلام ، فإن أردت أن تحمل الكلام على (أن) ، فإنّ أحسنه ووجهته أن تقول : ما عدا أن رآني فوثب ، فضعف (يثب) هاهنا كضعف (ما أتيتني فتحدّثني) إذا حملت الكلام على (ما).
وتقول : ما عدوت أن فعلت وهذا هو الكلام ، وما أعدو أن أفعل ، وما آلو أن أفعل ، يعني : لقد جهدت أن أفعل.
وتقول : ما عدوت أن آتيك ، أي : ما عدوت أن يكون ذلك من رأى فيما يستقبل. ويجوز أن يجعل (أفعل) في موضع (فعلت) ولا يجوز (فعلت) في موضع أفعل إلا في مجازاة نحو : إن فعلت فعلت.
وتقول : والله ما أعدو أن جالستك ، أي : أن كنت فعلت ذلك : أي : ما أجاوز مجالستك فيما مضى ، ولو أراد : ما أعدو أن جالستك غدا ، كان محالا ونقضا ، كما أنه لو قال : ما أعدو أن أجالسك أمس كان محالا.
__________________
(١) البيت ورد منسوبا لكثير ٥٢٢ ، الخزانة ٢ / ١٧ ؛ الكتاب ٣ / ٥٤.
(٢) البيت في ديوانه ٧٣ ، ابن يعيش ٧ / ٣٦ ؛ الكتاب ٣ / ٥٤.